معجم مصطلحات الخدمة الاجتماعية

مقدمة
تعاني مهنة الخدمة الاجتماعية في عالمنا العربي من نقص واضح فيما يتعلق بالدوريات والنشرات والمجلات والكتب العلمية المتخصصة، الأمر الذي معه جاء معه نمو المهنة بطيئا لا يتناسب مع طموحات المهتمين والمشتغلين بها، ولا يتناسب حتى مع توقعات الآخرين من أفراد وجماعات وهيئات ومنظمات ومؤسسات لما يمكن أن تؤديه مهنة الخدمة الاجتماعية من دور في حياتنا الاجتماعية. ذلك البطء في النمو والتطور كان له الأثر السلبي أيضاً على مكانة مهنة الخدمة الاجتماعية بين المهن الأخرى في المجتمع. ولا أدل على ذلك من قلة حصول تلك الأعداد المتزايدة من الخريجين والخريجات في ميدان الخدمة الاجتماعية على وظائف تلائم تخصصاتهم على الرغم من حاجة المجتمع إلى تلك التخصصات.
إن الاعتراف الاجتماعي بمهنة ما لا يأتي جزافاً، فلا بد لمهنة الخدمة الاجتماعية أن تؤسس مكانة مرموقة لها من خلال سعيها الدؤوب في تلبية احتياجات المجتمع المتجددة، وهذا لن يتأتى إلا عن طريق تلبية تلك الاحتياجات بكفاءة وفاعلية تقنع الآخرين بأهمية المهنة والأدوار التي تؤديها في خدمة الأفراد والجماعات والأسر والمجتمع. كما يتحقق ذلك من خلال دعم وتشجيع البحث العلمي وتطوير أساليب ومهارات الممارسة المهنية بما يتناسب مع مجتمعاتنا العربية. ليس هذا فقط بل يجب أن يتم التركيز على تدريب طلاب وطالبات الخدمة الاجتماعية وأن يعطى ذلك الجانب أهمية قصوى لا تقل عن التعليم النظري. كما يمكن لمهنة الخدمة الاجتماعية أن تكتسب مكانتها من خلال قيام الممارسين المباشرين لها بتطوير أنفسهم علميا وعمليا والالتزام بمبادئ وقيم الممارسة المهنية والإخلاص للعملاء واحترام المهنة التي أمضوا من أجلها سنوات من التعليم والتدريب بهدف إجادتها.
إن هذا المعجم المتواضع يأتي كمساهمة في سد النقص الحاصل في تعليم وممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية. حيث أن مهنة الخدمة الاجتماعية-وهي حديثة في مجتمعاتنا العربية، تحتاج من المهتمين والمشتغلين بها من أساتذة وأستاذات في الجامعات وطلاب وطالبات وممارسين وممارسات أن يكون لهم لغة مهنية مشتركة، تجمعهم وتسهل عملية الاتصال فيما بينهم. وكما هو الحال في معظم إن لم يكن جميع المهن والعلوم، كالطب والهندسة والزراعة وعلم النفس، فإن وجود تلك اللغة المشتركة له أثر كبير في تأصيل وإثراء وترسيخ المهنة.
وإلى جانب هذا الهدف الأساسي من عمل هذا الكتاب، فإنه يهدف أيضا إلى مساعدة طلاب وطالبات الخدمة الاجتماعية على فهم وإدراك المفاهيم والمصطلحات التي ترد عليهم خلال سني دراستهم مما يتيح لهم فتح المناقشات مع بعضهم البعض ومع أساتذتهم من خلال ما يظهر لهم من مصطلحات مهنية أو علمية وردت في هذا المعجم. فلا أروع من طالب أو طالبة يكتب بحثا أو يناقش أستاذاً أو زميلاً مستخدما في ذلك لغة علمية ومهنية رصينة.
أما بالنسبة للممارسة المهنية، فسيجد القارئ من الأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيات الاجتماعيات أن هذا المعجم يتطرق للعديد من المصطلحات والمفاهيم في مختلف العلوم والميادين التي تهمهم أو يعملون بها، مما يساعد على تواصل الزملاء أو الزميلات في المجال الواحد فيما بينهم. كما سيساعد ذلك في زيادة معارفهم في الميدان الذي يعملون به.
إن مؤلف هذا المعجم لا يدعي أن هذا العمل هو الحل الوحيد في إيجاد لغة مشتركة لمهنة الخدمة الاجتماعية، أو أن المصطلحات الواردة فيه هي التي يجب التخاطب بها أو استعمالها، أو أنها فقط هي المصطلحات الصحيحة، لكنها محاولة مجتهد غيور يتطلع مع غيره من المهتمين إلى الإسهام والارتقاء بمهنته. كما لا يدعي المؤلف أن المصطلحات الواردة هي من بنات أفكاره، وإنما تم الاعتماد بعد الله، بشكل كبير على معجم متخصص في الخدمة الاجتماعية هو قاموس الخدمة الاجتماعية Social Work Dictionary، وهو من إصدار الجمعية الوطنية للأخصائيين الاجتماعيين NASW. إضافة إلى معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية للدكتور أحمد زكي بدوي. كما تم الاستعانة بمراجع أخرى عربية وأجنبية. وما جهد المؤلف في ذلك المعجم إلا جمع تلك المصطلحات من تلك المراجع والاجتهاد في ترجمتها بصورة تتناسب مع متطلبات المهنة.
لذا فإنها دعوة للجميع لتقويم هذا العمل، الأمر الذي سيساعد إن شاء الله تعالى على إظهاره بصورة أفضل مستقبلا.
وختاما، فإني لا أطمع من هذا العمل بالشكر، ولكني أطمح أن يكون قليل الأخطاء.
د. عبد العزيز عبدالله الدخيل