المقدمة
إن التغييرات السريعة والمتلاحقة في مختلف الميادين التعليمية والتكنولوجية هي من مميزات هذا العصر والتي لا يكفي ان نشجع على تحريكها , أو التوجيه بالتكيف معها , بل علينا أن نختار بديلاً عنها ونسيرها في الاتجاهات التي تؤثر بشكل مباشر على السياسة التعليمية في وطننا العربي .
ولقد أصبح من الضروري أن تواكب هذه السياسة متطلبات العصر الحالي والمتوقع حدوثه مستقبلا , إذ لم تعد المدارس تركز على كمية المعلومات المقدمة للطلبة فقط , وإنما تركز أيضا على أن تكون رسالتها واضحة تعمل في ضوئها جميع العناصر المشاركة في العملية التربوية والتعليمية بشكل تعاوني ومتفاعل في ضوء الأولويات وتحمل مسؤولية تحقيق أهداف المدرسة في ظل نظام للتقييم والمحاسبة .
ولما كان المدرسون والإداريون يشاركون بقسط وافٍ في تحقيق هذه الأهداف , فلا بد أن يسود مدرسة المستقبل الفعالة اعتقاد المدرسين بأن لديهم القدرة على مساعدة الطلبة والوصول إلى مستوى الإتقان لمحتوى المناهج الدراسية بتطبيق أدوات القياس والتقييم بصفة دورية لأجل تحسين الأداء الجماعي والفردي للطلبة وتطوير البرامج الدراسية .
وعلى الإداريين العاملين في مدرسة المستقبل الفعالة أن يتفهموا متطلبات التدريس الفعال ومواصفاته ومهاراته , وأن تدار البرامج المدرسية وفقاً لها , وتوفير بيئة تربوية وتعليمية منظمة وآمنة يسودها النظام والسعي نحو تحقيق الأهداف مع الشعور بالعدالة والأمان في مناخ مدرسي يسهم في مواصلة عملية التعلم والتعليم للطلبة , وتحقيق النتاجات التعليمية إلى أفضل ما تستطيعه قدراتهم .
من هنا يأتي تأليف هذا الكتاب الذي يضع بين أيدي المختصين والباحثين والمدرسين والمعلمين وقادة المدارس وطلبة المؤسسات التربوية والتعليمية ما يمكن أن يفيدهم في الإلمام بمفهوم المدرسة والشراكة بين البيت والمدرسة والمجتمع ومفهوم اللا مدرسية وفلسفتها والإدارة المدرسية ونظرياتها وأنماطها وتطبيق الجودة الشاملة في المدارس في الفصل الأول .أما الفصل الثاني فأعطى صورة واضحة عن مدرسة المستقبل الفعالة ومكوناتها ومبادئ التنمية الفعالة لها, فيما تضمن الفصل الثالث المناخ المدرسي وسماته وأهميته والعوامل المؤثرة فيه وأنواعه , أما الفصل الرابع فقد تم التركيز فيه على أدارة الصف الدراسي وأنماطه وخصائص معلم الصف الدراسي والمشكلات التي تواجهه . في حين تضمن الفصل الخامس نظريات التعلم والتعليم التي تطبق بأساليب وطرائق واستراتيجيات تدريس تزيد من فرص التعلم والفهم للطلبة , إضافة إلى الجودة الشاملة في التعليم . أما الفصل السادس فقد تم توضيح كل ما يتعلق بالامتحانات وثقافتها وأنواعها وأساليب استعمالها , إضافة إلى الأسئلة الصفية وأغراضها وتصنيفها وخصائصها .
ومن المنطلق هذا علينا أن نضع نصب أعيننا ما جاء بهذا الكتاب في عملية التطوير والبناء والاهتمام والحرص على أن يكون المستقبل وهاجاً من خلال العناية بمدارسنا وبما يتلاءم مع طموحاتنا في التغيير والتطوير وتطلعاتنا للغد القريب والبعيد
نأمل أن يكون هذا الكتاب محققاً لبعض ما نرجو ,وأملاً في الوقوف أمام ذلك التطور المتسارع في هذا العالم المتغير ومحاولة اللحاق بإبداعات العقل الإنساني ومواكبة كل ما هو جديد ومفيد , والعمل على أن تكون مدرسة المستقبل فعالة في إعداد رجال المستقبل والأم الصالحة والمواطن الصالح لحياةٍ أسمى وأرقى وأفضل .
ومن الله التوفيق
الأستاذ الدكتور
محمود الربيعي
