محنة وطن العراق بين عهدين

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ سورة الإسراء .
يؤرخ هذا الكتاب , على قدر ما توافرت لدي من مصادر موثوقة, لا يرقى إليها الشك , حقبتين مؤلمتين من التاريخ السياسي العراقي المعاصر , حقبة الرئيس الراحل صدام حسين , من بعده حقبة حالكة السواد , ابتدأت منذ اليوم الأول من احتلال العراق بتاريخ 9/ نيسان / 2003 .
لقد رأيت من واجبي , كمواطن عراقي صميم , وكاتب متابع لتاريخ بلده , ويهمه مستقبل وطنه ومستقبل شعبه ويحق له إبداء راية في الحالة المأساوية التي وصل الهيا العراق , بعد الاحتلال الأمريكي الظالم , رأيت أن اوثق للوطن وللجيل القادم حقيقة تلك الحقبتين اللتين لا يجوز التغافل عنهما وإسقاطهما من تاريخ العراق الحديث و المعاصر.
ان من حق الجيل القادم ان يطلع على ما قارفته أيادي من ائتمنهم العراق على مصيره , وان من واجب الباحثين في الشأن العراقي ان يكشفوا للجيل القادم حقيقة العملية السياسة كي يستنبط منها الدرس, اذ لا يجوز لأي مثقف او باحث او كاتب غيور على مصلحة بلده أن يلزم الصمت وهو يرى بعينه كيف يتصارع سياسيو الاحتلال البغيض لاقتسام الغنائم وتوزيع الوظائف على زوجاتهم وأولادهم وأقربائهم وعقد المقاولات والصفقات المشبوهة ونهب المال العام بسابقة ليس لها مثيل, هذه حقائق يجب أن لا نخفيها عن أعين الجيل القادم .
لقد حرصت في كتابي هذا علي ذكر الحقائق وصورتُ خفاياها بعيداً عن الافتراء او خلط الأوراق , أو اغتيال الشخصية , منتقدا كل ظاهرة أراها ضد مصلحة وطني , جريئا في رفض الأخطاء ولم أتحدث بلسان أي طرف أو جهة أو فئة او حزب, أتحدث بمنطق الوطنية المبرأة و المنزهة عن أي عرض شخصي .
أتحدث بلسان الفقراء و الجياع وساكني بيوت الصفيح والطين , أتحدث باسم الأرامل و الأيتام والأطفال الذين يموتون في أحضان أمهاتهم .
أتحدث باسم , ضحايا المفخخات و العبوات الناسفة وعصابات الخطف .
أتحدث باسم النازحين و المهجرين من بيوتهم وديارهم .
أتحدث باسم المسحيين الذين اجبروا على ترك منازلهم واستيلاء ميليشيات الأحزاب عليها وعلى كل ما يملكون .
اتحدت باسم السبايا الأزديين .
أتحدث دونما خشية من بعض الأقلام الأجيرة أو من نبرة الخائفين غلي مصالحهم الدنيئة من المختفين خلف ستار العملية السياسية , نوابا كانوا ام وزراء , سابقين و لاحقين .
أن التدوين والتدقيق وذكر الأحداث الجسمية التي أضرت بوطني خلال تلك الحقبتين له ضرورة قصوى وفائدة عظيمة جدا وله من الأهمية التاريخية بمكان ولابد لتلك الأحداث أن توثق بكتاب مستقبل يكون مرجعا ثبتا للباحثين في تاريخ العراق الحديث والمعاصر. يقول عميد النقد الأدبي في العراق الراحل الأستاذ الكبير الدكتور علي جواد الطاهر في حديث له في جريدة الجمهورية العدد الصادر بتاريخ 21/أيار/1985 (حرام أن تدفن الأسرار مع أصحابها بعد عمر طويل .. إن السكوت يضيع كثيراً من الحقائق ويهدر كثير من الحقائق ) و الكتاب بعد ذلك هو قراءة واعية للمشهد السياسي العراقي اليوم , يستمد صدقيته ودقته من واقع هذا المشهد السياسي الذي أسقطنا في الحضيض الذي لا قاع له !!
(( وقل رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك نصيرا)) صدق الله العظيم / سورة الإسراء .
طارق عبد الحميد الكنين
عمان في 22/شباط/2018
هاتف 00962795854592
المؤلف
أبــــــــوارق الآمــــــال والآلام لوحي لعـــلك تكشفيـــــــن ظلام
فلقد بدا شبح الهموم على الدجى حـــلكا ركامــاً قام فوق ركامي
متوسطا شبحيــــــــن ذاك لمحنة الوطن الأسير وذا لفرط سقام !!!
* سعد صالح