المقدمة
إن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم ، وان شعبيتها جاءت كونها من أكثر الألعاب توفيرا للمتعة للاعب والمتفرج (المشاهد) خصوصا إذا أوديت من لاعبين ماهرين لأنهم يؤدنها بجمالية وانسيابية تبدو للمشاهدين بأنها لعبة سهلة وبسيطة بالرغم من صعوبة فعاليتها وكثرة متطلباتها (البدنية والفنية والخططية والنفسية).
وكرة القدم وفي بداية ظهورها ونشأتها كانت تعتمد على الأداء العشوائي فقد كانت تجري منافساتها بين جمع من الناس مقابل جمع آخر وأحيانا بين قرية وأخرى ليس لها محددات ولا قانون في الكيفية التي تلعب بها وقد تستخدم الرجل بشكل أساسي وأحيانا يجيز استخدام اليد، وقد أخذت تتشذب شيئا فشيئا إلى إن بدأت تأخذ شكل كرة القدم من حيث عدد لاعبيها وساحة اللعب ثم تطورت باتجاه أخذها الشكل القريب من وضعها وشكلها الحالي حيث كانت تلعب بنظام لعب يأخذ التشكيل الأتي لاعب واحد في الهدف ثم (10 لاعبين) كلهم في اللعب وتطورت قليلا عن هذا الوضع بحيث أخذت شكل لاعب في الهدف وأخر في الدفاع إمامه والتسعة الباقون في الهجوم .
وبقيت كرة القدم على هذه الحالة إلا إن جاء العام 1925 وهي السنة التي تشكل فيها الاتحاد الانكليزي لأول مرة واخذ يعتني بتنظيم المسابقات حيث بدأت كرة القدم تلعب بقواعد ومواد قانون تنظيم طريقة اللعب واللاعبين لذا ممكن لنا ومن خلال ذلك التاريخ إن نميز بين عهدين من عمر كرة القدم العالمية ، ففي الوقت الذي كانت كرة القدم في العهد الأول تعتمد في أدائها على القابلية البدنية والحركية وذلك للاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة ولقوة الضربة وسرعة الجري وغيرها من الفعاليات التي تتطلب مستوى عال من الكفاءة البدنية والحركية ، وعهد ظهرت فيه أنظمة اللعب التقليدية، فأن اللاعب في هذا العهد بالإضافة إلى احتياجه إلى عناصر اللياقة البدنية وهي القوة السرعة والمطاولة كما هي في العهد الأول فأنها تَحتاج إلى التدريب الخططي والوظيفي إذ انه هنا يحتاج إلى تدريب على مراكز اللعب ودوره وواجباته في تنفيذ الخطة والأسلوب من خلال مركزه في اللعب .
لذا ونتيجة لهذه المتطلبات ظهرت الأساليب الحديثة لإعداد لاعبي كرة القدم بدنيا ومهاريا وخططيا إي أساليب الإعداد الشامل بكرة القدم ولكل عناصرها وذلك لأجل الارتقاء بجاهزية اللاعب إلى المستوى الذي يؤهله إلى تأدية مباراة كرة القدم بشكل مرض.
اليوم ونتيجة للتطور الكبير والمذهل الحاصل في أنظمة وأساليب اللعب إذ تحول اللعب بكرة القدم من الأساليب التقليدية إلى الأساليب الحديثة والتي تمتاز وتتطلب السرعة الفائقة في نقل الكرات والتعامل مع مفردات كرة القدم لمهارة عالية جدا والتزام تكتيكي متطور وانضباط صارم في تنفيذ الواجبات الخططية الفردية والجماعية نرى إن الباحثين والمهتمين بعملية التدريبية قد استغلوا كل ما يمكن استغلاله من اجل الاْرتقاء بكرة القدم وفنونها بغية تحقيق الاْنجاز الأفضل ، وخير دليل على ذلك هو ما نشاهده وبعد كل دورة من دورات مسابقات كرة القدم (الدوليةـ القارية) وعلى كل المستويات من تجديد وإبداع في أساليب اللعب وطرقه ، إن هذا التجديد والإبداع لم يأتي وليد صدفة بل جاء نتيجة للتخطيط السليم الطويل الأمد والإعداد المنظم والشامل ولكل عناصر ومتطلبات كرة القدم.
وبنظرة متخصصة وبأسلوب مقارن بيننا و بين الدول المتقدمة في مجال كرة القدم (أوربا – أمريكا اللاتينية ـ وحتى إفريقيا) لوجدنا إننا لإنزال في بداية المشوار في بداية خط الشروع الذي وصلت الدول الأخرى إلى نهاياته وخصوصا في مجال التكتيك وعمل الفريق .
إن سبب هذا التخلف في هذا المجال هو إن الدول المتقدمة لجأت إلى الأسلوب العلمي والدقيق في تنظيم العملية التدريبية حيث استخدم أساليب التداخل في تدريب عناصر كرة القدم مجتمعة مع أيلاء الجانب الخططي والتكتيكي الأهمية الأكبر . بينما نحن وفي المنطقة العربية بشكل عام وكرة القدم في العراق بشكل خاص اعتمدت وبشكل كبير جدا على تطوير القدرات البدنية والحركية وأهملت إلى حد كبير التدريب الخططي وبما يتناسب وطبيعة التطور الكبير في أساليب وأنظمة لعب كرة القدم الحديثة . والدليل على ذلك هو كثرة الدراسات والبحوث في مجال الإعداد البدني والمهاري وقلتها في جانب الإعداد التكتيكي والخططي ونحن هنا ولكوننا من العاملين في مجال كرة القدم والمتخصصين في مجالها ومساهمتا منا مع إخوة وزملاء لنا بحثوا ودرسوا وألفو في مجال التكتيك وعمل الفريق بكرة القدم وعملية التدريب فيها (وهم قلة ) .
تناولنا في كتابنا هذا ( تدريب التكتيك) وكل العوامل المؤثرة في بناء أسلوب لعب يميزنا نحن عن غيرنا ويميز كرتنا التي عاشت العشوائية والتخبط كثيرا ًفيما مضى من الزمن .
ولذلك تناولنا في هذا الموضوع كل المفردات ذات العلاقة بهذا العنوان الكبير حيث تضمن هذا الكتاب عدد من الأبواب ويحتوى كل باب على عدد من الفصول فالباب الأول من الكتاب والذي جاء بعد هذه المقدمة احتوى على الفصل الأول الذي شرحنا فيه وبشكل مبسط معنى التدريب بكرة القدم وجدولة وتنظيم التدريب طويل الأمد بكرة القدم ومراحله . والفترات التدريبية (التحضيرية _ والرئيسية والانتقالية) ومميزات كل منها ونسبة التكتيك في كل مرحلة من مراحلها .
الفصل الثاني وتناولنا فيه تدريب عناصر كرة القدم (البدنية والمهارية والخططية والذهنية ) والعلاقة بينهما.
الباب الثاني وقد كان تحت عنوان العوامل والمتغيرات المؤثرة على التدريب بكرة القدم بشكل عام والتكتيك بشكل خاص.
حيث تناولنا أهم عامل من عوامل التأثير في تكتيك كرة القدم وأساليب اللعب والخطط فيه والذي هو التدريب الذهني . حيث يعتبر التدريب الذهني احدث أسلوب من أساليب التدريب المصاحبة للتدريب البدني إذ إن للتدريب الذهني أهمية كبيرة في تدريب تكتيك كرة القدم كونه يمثل العمليات العقلية التي يجرى من خلالها التدريب الذهني والبدني وقد أثبتت البحوث والدراسات بأن التدريب الذهني المصاحب للتدريب البدني له تأثير في عملية البناء التكتيكي من خلال البرامج الحركية المخزونة في الدماغ وبذلك أهتم المبرمجين لعمليات التدريب بتضمين وحداتهم التدريبية التدريب الذهني كثيرا.
كما سنتطرق إلى موضوع مهم جدا في عملية الإعداد والبناء التكتيكي إلا وهو موضوع التحليل والاستكشاف والاختبار والقياس بكرة القدم حيث لا يمكن لأي بناء أو تنظيم تكتيكي للفريق إن ينجح ما لم يستند
إلى مبدأ التحليل لكل مقومات الفريق والفريق الخصم كما لا يمكن تنظيم برنامج تدريبي للفريق إلا من خلال الاختبارات البدنية-والفنية – والخططية للفريق والتي على أساس نتائجها تنظم العملية التدريبية للفريق .
وارتباطا بكل ما سيفرزه التدريب من نتائج من حيث التعب والجهد والإصابات ولغرض عودة الرياضي والفريق إلى الحالة الطبيعية والتي يستطيع معها تأدية التمرين التالي والمباراة التالية .
أفردنا فصل خاص ضمن باب الموضوعات والعوامل المؤثرة في التدريب بكرة القدم تحت عنوان إعادة الشفاء (الاستشفاء) للفريق واللاعبين وإعادة تأهيلهم .
إذ تناولنا هذا الموضوع من حيث مدة الاستشفاء والعوامل والإجراءات التي تسرع من عودة اللاعب إلى وضعه الطبيعي ولعلاقة الاستشفاء بنوع الغذاء الذي يمكن إن يتناوله اللاعب قبل -وإثناء –وبعد المباراة – أو التمرين. والفترة بين مباراة وأخرى خصصنا فصل خاص للتغذية .
وبعد ان انهينا هذا الفصل دخلنا في موضوعة هذا الكتاب الرئيسية وهي التكتيك وعمل الفريق حيث تناولنا هذا الموضوع بشي من التفصيل مع الأمثلة التطبيقية وقد تناولنا هذا الموضوع من خلال :
* التكتيك معنى ومفهوم ،التكتيك والأسلوب ،التكتيك والخطط ،تكتيك التهديف بكرة القدم.
* تكتيك الحالات الثابتة.
* بعض التمارين في التكتيك الفردي والجماعي.
وأخيرا نحن نعتقد بأننا ومن خلال تناولنا لهذا الموضوع أسوة بغيرنا من الزملاء المهتمين بكرة القدم قد أضفنا شيئا ما وفائدة وان كانت محدودة ستساهم حتما في خدمة مدربينا الأعزاء والعملية التدريبية بكرة القدم والارتقاء بها إلى وضع وحالة نتمنى إن تكون أفضل مما عليها الآن وان نعود إلى عصر ازدهارها الذي حققت أفضل النتائج وعلى كل المستويات العربية والقارية (الأسيوية ) والدولية حتى يوم ترشح فريقنا إلى نهائيات كأس العالم .
ومن الله التوفيق أولا وأخيرا
تم إضافة “ثقافة الرياضة” إلى سلة مشترياتك. عرض السلة
جدولة التدريب والأداء الخططي بكرة القدم
$17.50
عدد الصفحات: 288
سنة الطبع: 2021
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 1
لون الطباعة: ابيض
القياس (سم): 17×24
الوزن (كغم): 0.630
الباركود: 9789957184599
| الوزن | 0630 جرام |
|---|---|
| الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
رمز المنتج:
978-9957-18-459-8
التصنيف: الرياضة
الوصف
منتجات ذات صلة
الإشراف والتقويم في التربية الرياضية
$15.00
الإصابات الرياضية والانحرافات القوامية
$15.00
التغذية بالأعشاب للرياضيين وغير الرياضيين
$11.00
التمارين الرياضية لعلاج الآم أسفل الظهر
$5.00
الوزن المثالي لصحة الأسرة
$3.00
ثقافة الرياضة
$25.00
فن الإتصال في التعليم والرياضة
$5.00
قواعد اللياقة البدنية في كرة القدم
$20.00
