النظام الاداري للحركة الفلسطينية الأسيرة

مقدمة:
لم يسبق في التاريخ أن زُج أبناء شعب بالسجون كما هو واقع حال أبناء الشعب الفلسطيني، فمنذ قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية في الرابع عشر من أيار الموافق للعام1948م، واحتلال ما تبقى من الأراضي في السابع من حزيران في العام 1967م، تم زج ما يزيد عن ثمانمائة ألف من أبناء الشعب الفلسطيني في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وهو ما يوازي ربع عدد أبناء الشعب الفلسطيني ،وهذا يعني أن كل أسرة فلسطينية هناك واحد -على الأقل- من أفرادها قد وقع في الأسر، كذلك فإن ديمومة واستمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى الوقت الحاضر جعل من عملية الأَسْر والاعتقال عملية مستمرة بلا توقف، فلم يسبق وأن بُيضت السجون الإٍسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين ،ولهذا فإن السجون أصبحت بمثابة مقر إقامة إجباري واستثنائي لعدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني ، وهذا ما استوجب من الأسرى الفلسطينيين إيجاد نظام إداري لحياتهم اليومية، قائم على أساس من الواقع المُعاش، ومؤسس على مجموعة من الأعراف والتقاليد التي نشأت داخل حياة الأسر،فمع الوقت بدأت تنضج مجموعة من الإجراءات لمعالجة ما يستجد من أحداث، وما تتطلبه حياة الأسر من تطوير لحياة الأسير، وتوفير سُبل العيش الكريم -قدر المستطاع- ،حيث تم تقنين هذه الإجراءات والأعراف بأنظمة إدارية مكتوبة تناولت مُجمل حياة الأسر، فتناولت الجانب الإداري، والثقافي، والاجتماعي، والسياسي، والأمني لحياة الأَسْر والأسير،ووضعت مجموعة من الحقوق والواجبات لكل أسير،بالإضافة لنظام عقوبات لضمان سير الحياة دون منغصات إضافية ،وفي الصفحات القادمة سنتناول هذا النظام بشيء من التفصيل، وذلك تبيان لهذا النظام، وحفظاً لهذا التاريخ.
واخيرا فهذا الكتاب جعلتهُ في القوانين والأنظمة التي تحكم سير الحياة للحركة الأسيرة الفلسطينية، فمن كان له اهتمام فليقرؤه، ومن كان غير ذلك فليطالعهُ، فلربما كان له معرفة ووقاية ممّا قد يكون…
المؤلف