المقدمــــــة
تعتبر الأمراض المنقولة بالغذاء من الأمراض المهددة لصحة وحياة المستهلكين وكذلك المتسببة بخسائر مادية على المستوى الفردي والوطني. وبالرغم من أنه من المعتاد أن تحدث تسممات الغذاء من خلال تناول الأطعمة خارج المنزل أي بالمطاعم الا أنه هناك العديد من حالات التسمم التي تحدث من الأطعمة المحضرة في المنزل. وقد كان السبب في معظم هذه الحالات أخطاء في التعامل مع الغذاء من قبل محضر الطعام، وغالباً ما يكون صانع الطعام هن ربات البيوت. وينتج تلوث الطعام بالملوثات سواء كانت ميكروبية أو كيميائية بسبب التخزين غير المناسب أو الطهي غير الكافي أو التلوث التبادلي. ويعتمد إيجاد حلول لمشاكل التسمم الغذائي الناتج عن الطهو المنزلي على معرفة أماكن الخطأ في المحافظة على صحة وسلامة الغذاء.
ويمكن أن يحدث التلوث أو الفساد في أي مرحلة من مراحل التعامل مع الطعام منذ التسوق مروراً بالتخزين ثم الحفظ بالثلاجة أو بالفريزر وكذلك التنظيف، لذا نعرض تاليا بعض الإرشادات الخاصة بكيفية المحافظة على سلامة الغذاء المنزلي إذ من الواجب التركيز على تعريف المستهلك بضرورة أن يكون هناك وعي ومعرفة بمواقع الخطورة في تناول الأطعمة غير السليمة لدى المستهلك نفسه فسلامة الغذاء مسئولية فرد كما هي مسئولية جماعة إذ أن التشريعات والقوانين وحدها لن تستطيع حماية الفرد في كل الحالات ما لم يكن هناك أدنى حد من المعرفة لدى المستهلك عن كيفية اختيار الأغذية السليمة.
لذا فقد أرتئ المؤلفون أن وجود كتاب يعنى بمكونات الغذاء الصحي والتعرف على محتويات الأطعمة من العناصر الغذائية وكيفية قراءة بطاقة البيان وعوامل الخطورة التي تؤثر على القيمة الغذائية والتأثيرات السلبية للتغيير في القيمة الغذائية على صحة المستهلك عوامل الخطورة التي تؤثر على سلامة الأطعمة والمحافظة على سلامة الأطعمة وقيمتها الغذائية أثناء تداول الغذاء من الشراء وحتى التقديم. كما ورد بعض الفصول التي وضحت كيفية تحضير وتقديم وجبة صحية غنية بالعناصر الغذائية وقليلة بالطاقة، وكذلك التنظيف والتعقيم وسلامة الأطعمة والمواد المضافة وأثرها على الصحة، قد يكون مفيد للقارئين وللطلبة الدارسين وللمواطنين وللمجتمع المحلي والعربي بمستوياتهم الثقافية المختلفة.
أخيراً نرجو الله عز وجل أن يكون قي مؤلفنا هذا الفائدة المرجوة. فالاختصاصي أو العامل في التغذية يحتاج إلى هذه المعلومات لتذكيره بالجوانب التي يطبقها في عمله، والمواطن العادي يفيد منها في حياته اليومية، وطالب العلم يجد فيها إن شاء الله
دعماً لبناء خلفية غذائية علمية بعيدة عن الصرعات والمعلومات الخاطئة وغير المبنية على أسس علمية. والله نسأل أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم.
وسنكون شاكرين لمن أبدى لنا أيّة ملاحظة أو نبهنا إلى خطأ أو لفت انتباهنا لأي نقص أو قصور كي نفيد من ذلك في الطبعة التالية.
ولا يسعنا إلا أن نقدم شكرنا الجزيل للآنسة سجى ماهر أبو عبيد والسيدة هديل محمد الحموي لمساعدتهما في إنجازه بشكله الحالي.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المؤلفـــون