المقدمة
منذ الستينيات من هذا القرن لم يتوقف البحث والدراسة، كما لم تتوقف محاولة الباحثين للحصول على استراتيجيات متطورة تهدف إلى تحديث وتطوير إعداد المعلم وتدريبه على تحقيق أهداف العملية التعليمية باعتباره ركناً أساسياً وهاماً وركيزةً أساسيةً في بناء التعلم وتطوره.
وقد ركزت عملية التحديث لتشمل الأهداف العامة والخاصة وكيفية ترجمتها في عبارات سلوكية تمثل خبرات تعليمية، كما ركزت عملية التحديث أيضاً على استراتيجيات وطرق التدريس.
إن الاهتمام بتحديث بُنية المحتوى واستراتيجيات التدريس للمنهج لن يكون لها عائد تربوي إلا بالاهتمام الأكبر في تحديث برامج إعداد المعلم وتدريبه على الكفايات التدريسية التي تمكنه من القيام بالمهام التربوية بفاعلية واقتدار.
إن قضية إعداد المعلم لمهنة التدريس لها أهمية كبرى خاصة في هذا العصر الذي لم يعد دور المعلم يقتصر فيه على نقل المعلومات، وإنما تجاوزه إلى أدوار أخرى متعددة لإعداد الأجيال الصاعدة للتعلم والبحث والدراسة والتعلم الذاتي.
وهذا الكتاب … يحتوي على جانبين من جوانب التحديث:
الجانب الأول: يتمثل في إعداد المعلم والنظام التعليمي، بحيث يكون للمتعلم حرية اكتساب المعلومات بدون قيد أو قهر أو تسلط مع إتاحة الفرصة له كاملة في إبداء رأيه والتعبير عنه بحرية، واكتسابه المعلومات حسب ميوله واتجاهاته وصرعته وبالطرق الذاتية.
الجانب الثاني: وهو التحديث في أساليب التقويم من حيث أهدافه وبنيته، ومقرراته وأساليبه باعتباره مدخلاً لإصلاح العملية التعليمية.
وقد اشتمل هذا الكتاب على خمسة فصول تناول الفصل الأول: الكفايات التعليمية وأنواعها ومصادر اشتقاقها، والبرامج التعليمية القائمة على الكفايات وخطوات بنائها باعتبارها من أهم الاستراتيجيات التي ظهرت في برامج إعداد المعلم التي تعمل على إيجاد نوع من العلاقة بين برامج الإعداد من ناحية وبين المستويات والواجبات التي سوف يواجهها المعلم في الميدان من ناحية أخرى.
كما تناول الفصل الثاني: كفايات القياس والتقويم، كنموذج لبقية الكفايات التعليمية المتمثلة بكفايات التخطيط والتنفيذ والتقويم وذلك لما لكفايات التقويم من أهمية في العملية التعليمية حيث تمثل أحد عناصر المنهج، ولا تقل أهمية عن الأهداف والمحتوى على اعتبار أن التقويم يعد من أهم المداخل الرئيسية لتطوير عملية التعلم ونقطة بدء لأحداث الإصلاح في الجوانب الأخرى للعملية التعليمية.
كما تضمن الفصل الثالث والفصل الرابع والخامس: نماذج لموديولات تعليمية يتم اكتسابها بالتعلم الذاتي وتتضمن كفايات القياس والتقويم ويستطيع الدارس من خلالها اكتساب الكفايات التعليمية للقياس والتقويم باعتبارها كفايات عامة تهم جميع المعلمين على اختلاف تخصصاتهم، وحسب قدراتهم وسُرَعِتهِم في التعلم.
وأنا إذ أقدم هذا الكتاب.. إلى المعلم والعاملين في الميدان التربوي بصفة عامة، والطالب/ المعلم في كلية التربية بصفة خاصة.. أرجو أن يكون فيه ما يسد نقصا ويشبع حاجة ويساعد على الارتقاء بمستوى التعليم.. كما أتوجه إلى الله العلي القدير راجيا منه سبحانه وتعالى تحقيق الهدف من هذه المحاولة المتواضعة، وأن يجعلها خطوة أولى تتلوها خطوات أهم واشمل.. وعلى الله قصد السبيل.
المؤلف
دكتور/ عبد الرحمن عبد السلام جامل