الذكاءات المتعددة – برنامج تطبيقي

المقدمة
تشير نظرية الذكاء المتعدد بمعناها الواسع إلى الطريقة الجامعة لفهم الذكاء ، حيث أشار التقدم الحديث في علم المعرفة وعلم النفس التطوري وعلم الأعصاب إلى إن كل مستوى ذكاء للفرد يتكون فعليا من عدة قدرات مستقلة يمكنها أن تعمل بشكل فردي أو تعمل مع بعضها بانسجام.
إن نظرية الذكاء المتعدد نتاج دراسات وأبحاث استغرقت نحو ربع قرن من الزمن، تم خلالها تضافر جهود العديد من الباحثين ذوي اختصاصات متنوعة واستندت إلى الاكتشافات العلمية الحديثة في مجال علوم المعرفة ، وساندتها أيضاً النتائج العلمية في علم الأعصاب وعلم المعرفة (الأبستمولوجيا) وأمدتها بسند يذهب إلى القول بتعدد الوظائف الذهنية وتنظيم الفكر بحسب وظائفه المختلفة ، ولقد تمخّضت تلك الدراسات عن نظرية أطلق عليها نظرية الذكاء المتعدد Multiple Intelligence Theory)) ويرمز لها بنظرية (MI) وأطلقت عليها جمعية البحوث التربوية الأمريكية نظرية الطبيعة البشرية، لذلك نجد أن نظرية الذكاء المتعدد تصلح أن تكون مدخل لرسم خريطة القدرات الإنسانية، فقد تجاوزت النظرة الضيقة للذكاء إلى إطار أوسع يجمع بين الجانبين البيولوجي والبيئي، حيث أصبحت البيئة في نظرية الذكاء المتعدد الأكثر فاعلية وتأثيراً في تنمية الذكاء وتفجر الطاقات العقلية والوجدانية، كما أن المميز في نظرية الذكاء المتعدد أنها أكدت على مجموعة من الكفاءات لدى الإنسان لم تعترف بها اختبارات الذكاء التقليدية ، لذا يصف كاردنر نظرية الذكاء المتعدد بأنها أنموذج معرفي تسعى لتحديد كيفية عمل العقل، وكيفية استعمال الإفراد لذكائهم.
وساعدت نظرية الذكاء المتعدد على تصحيح بعض المفاهيم الدارجة من الذكاء من أهمها:
أولا- إن الذكاء ثابت وقد أثبتت أبحاث جاردنر إن الذكاء غير ثابت فيمكن تطوير كل نوع من أنواع الذكاء باعتماده على طبيعة الشخص فالأشخاص قادرون على تطوير ذكائهم بصورة جيدة.
ثانيا- إن الذكاء نوع واحد وقد حدد جاردنر سبعة أنواع من الذكاء.
ويرى جاردنر إن النجاح في الحياة يتطلب ذكاءات متنوعة ويقرر إن أهم إسهام يمكن أن يقدمه المعلم لتلاميذه هو توجيههم نحو المجالات التي تتناسب وأوجه التمييز لديهم حتى يحققوا الرضا والكفاءة بدلا من توجيه معظم الوقت والجهد نحو ترتيب الأطفال من أفضل واقل وعلينا أن نهتم باكتشاف أوجه الكفاءة والموهبة الطبيعية لديهم لنقوم بتنميتها.
ويعد هذا الكتاب بداية متواضعة لموضوع مهم يخدم شريحة كبيرة من التلاميذ والآباء والمعلمين والباحثين، حيث احتوى هذا الكتاب على ثلاثة عشر فصلا.
تناول الفصل الأول : السيرة الذاتية لهوارد جاردنر والجذور التاريخية لنظرية الذكاء المتعدد ومفهوم الذكاء المتعدد.
وتناول الفصل الثاني الذكاء المتعدد والجهاز العصبي و الأنسجة العصبية و الخلية العصبية وتشريح الجهاز العصبي ووظائفه والجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي الطرفي ومدرسي ذوي الدماغ الأيمن والأيسر و اختبار لذوي الدماغ الأيسر والأيمن واستراتيجيات التدريس و حقائق عن المخ البشري والمخ والذكاء المتعدد.
أما الفصل الثالث فقد تضمن الذكاء البصري المكاني و تمارين لتفعيل الذكاء البصري / المكاني والذكاء الجسمي ـ الحركي و تمارين لتفعيل الذكاء الجسمي ـ الحركي والذكاء الموسيقي/النغمي وتمارين لتفعيل الذكاء الموسيقي/النغمي و الذكاء اللغوي/ اللفظي وتمارين لتفعيل الذكاء اللغوي/ اللفظي و الذكاء الاجتماعي ( التفاعلي) و تمارين لتفعيل الذكاء الاجتماعي (التفاعلي) والذكاء الرياضي/المنطقي وتمارين لتفعيل الذكاء الرياضي/المنطقي والذكاء الشخصي وتمارين لتفعيل الذكاء الشخصي والذكاء الطبيعي والذكاء الوجودي.
جاء الفصل الرابع مشتملا على قياس الذكاءات المتعددة ( الذكاء البصري / المكاني والذكاء الجسمي / الحركي والذكاء الموسيقي/النغمي والذكاء اللغوي/ اللفظي والذكاء الاجتماعي / التفاعلي والذكاء الرياضي/المنطقي و الذكاء الشخصي/ الذاتي والذكاء الطبيعي و الذكاء الوجودي)
أما الفصل الخامس فقد احتوى على عرض الدراسات السابقة حسب التسلسل الزمني .
وجاء الفصل السادس علاقة الذكاء المتعدد بالذكاء العاطفي مشتملا على الذكاء العاطفي ومكونات الذكاء العاطفي (الوعي بالذات – معالجة الجوانب الوجدانية – الدافعية – التعاطف – المهارات الاجتماعية ) ومراحل النمو العاطفي للطفل ونظريات الذكاء العاطفي (نظرية بارون ونظرية سالوفي وماير و نظرية كولمان ) وعلاقة الذكاء المتعدد بالذكاء العاطفي.
أما الفصل السابع فتضمن الذكاء المتعدد وعلاقته بالذكاء الأخــلاقي (المدخل إلى الذكاء الأخلاقي ومفهوم الذكاء الأخــلاقي و قدرات الذكاء الأخلاقي و الذكاء المتعدد وعلاقته بالذكاء الأخــلاقي.
وتضمن الفصل الثامن التفكير والذكاء المتعدد وجاء مشتملا على مفهوم التفكير وأنواع التفكير وخصائص التفكير و تعليم التفكير ومبررات تعليم التفكير و برامج تعليم مهارات التفكير والذكاء المتعدد وعلاقته بالتفكير.
وأما الفصل التاسع فتضمن الذكاء المتعدد وعلاقته بالموهبة وجاء مشتملا على نظرة تاريخية لمفهوم الموهبة وتعريف الموهبة وخصائص الموهبة وأنواع المواهب ومحكات الكشف عن الموهوبين وأساليب رعاية الموهوبين والذكاء المتعدد وعلاقته بالموهبة.
فتضمن الفصل العاشر الذكاءات المتعددة وتطبيقاتها لدى ذوي صعوبات التعلم و (مفهوم صعوبات التعلم وتصنيف صعوبات التعلم والاستراتيجيات المستخدمة في تعليم الأطفال ذوي صعوبات التعلم والتطبيقات التربوية للذكاءات المتعددة في مجال صعوبات التعلم).
وأما الفصل الحادي عشر فجاء مشتملا على الذكاءات المتعددة في المناهج الدراسية وأساليب تعليمية جديدة لغرض تدريس الذكاءات المتعددة وتدريس الذكاءات المتعددة إعادة ابتكار طرق التعليم وتطبيقات تربوية.
فتضمن الفصل الثاني عشر تقييم الذكاءات المتعددة، و المدخل لتقييم الذكاءات المتعددة وتقنيات لوضع ملف تعريفي عن الذكاء الخاص بالطلاب وتقييم التفوق العلمي باستخدام الذكاءات المتعددة و تقييم أسلوب تدريسك للذكاءات المتعددة والتطبيقات العملية للذكاءات المتعددة.
وتضمن الفصل الثالث عشر على ستة وثلاثون نشاطا تدريبيا للأطفال لتساعد المعنيين في استخدام نظرية الذكاء المتعدد في تنمية جوانب النمو الحسي لدى الأطفال.
وأخيرا تأمل الباحثة أن يسد هذا الكتاب ثغرة في ميدان الذكاء المتعدد في الوطن العربي والعراق على وجه الأخص ويسد فراغ في المكتبة العربية والعراقية والتي ما تزال تفتقر إلى الكثير، وفي الوقت نفسه، فان أملي أن يستفيد منه كل مهتم بالجديد النافع من الباحثين والدارسين وأساتذة الجامعات وطلبة الدراسات العليا ولا يسعني في الختام إلا أن أشكر ما قدمه الدكتور هوارد جاردنر من مصادر أغنت الكتاب وأثرته وكان لها الأثر الكبير في مواصلتي لانجاز الكتاب فله مني كل الشكر والتقدير………….وأخيرا أسأل الله آن يوفقني انه نعم المولى والنصير……..
د. إيمان عباس الخفاف