المقدمة
إن من ابرز المشكلات التي ظهرت في تدريس مادة التاريخ بصورة عامة ومادة تاريخ الحضارات القديمة بصورة خاصة هو كثرة الأسماء والسنين وتزاحم الإحداث التاريخية وجمود المادة وصعوبة فهمها واستيعابها فضلاً عن استعمال الكثير من المدرسين للطرائق التقليدية في التدريس التي تستند على الحفظ والتلقين والاسترجاع، دون تخطيط واضح يسيرون عليه أثناء قيامهم بعملية التدريس فهم يتبعون ما يرونه مناسباً معتمدين على خبرتهم الذاتية أو مقلدين في تدريسهم طرائق تدريسية قديمة وهذا بدورهِ سبب انخفاض في تحصيل الطلبة، وان شيوع استعمالها في معظم مدارسنا لا تساعد الطلبة على تنمية مهاراتهم العقلية بل تعينهم على استرجاع المعلومات وتذكرها كونها تركز على الجانب المعرفي فقط، وهذا ما يتناقض مع الأسس التربوية الحديثة التي تؤكد ضرورة تنمية مهارات التفكير لدى الطلبة .
كذلك إن المواضيع التاريخية تشكل صعوبة لدى الطلبة, لوجود فجوة بين أحداث التاريخ وحياة الطلبة اليومية, ربما بسبب بعدها المكاني وألزماني، مما يؤدي إلى تصورها بشيء من الخيال الذي يكتنفه الغموض, لذلك يصعب عليهم فهم سير هذه الإحداث وتطورها عبر الزمن وانتقالها من حقبة إلى حقبة أخرى, لأن قدرة الطلبة على تصور العلاقات وتخيلها محدودة بحدود مستوى نضجهم وخبرتهم التعليمية لبطيء إدراكهم لإحداث الزمن التاريخي وعلاقاته، فالأحداث التاريخية مغلقة بالماضي الذي لا يمكن الرجوع إليه، ولا نستطيع التعبير عنها إلا في اطر لفظية ومادية (دلائل تاريخية) تحتوي رموزاً نحاول التعبير بها عن أحداث وقعت في عصور مضت.
وان مادة التاريخ لا تستطيع أن تقدم الفائدة المرجوة منها بدون التدريس الجيد الذي يتسم بالإثارة والحيوية والنشاط, إذ يواجه تدريس التاريخ صعوبات كثيرة تحد من قدرته على تحقيق الأهداف التربوية ومن هذه الصعوبات على سبيل المثال وليس الحصر إن اغلب مدرسي مادة التاريخ مازالوا متمسكين بالطريقة التقليدية في تدريس هذه المادة وهذا ما أكدته بعض الدراسات ومنها دراسة. (السامرائي، 2004: ص52)
وجميع ما ذكر أنفاً يستدعينا لإحداث تغيرات جذرية في أساليب وطرائق تدريس التاريخ كي يسهم في مساعدة الطلبة على إكسابهم قدراً من المعارف والمهارات التي تتصل بالمشكلات والقضايا التاريخية وكذلك قدراً من مهارات التفكير المطلوبة لإعداد الطلبة للحياة اليومية، إذ أصبح إعداد الطالب المتنور علمياً والمثقف حياتياً هدفاً من أهداف تدريس التاريخ.
إن صعوبة فهم وإدراك الطلاب لمادة تاريخ الحضارات القديمة وانخفاض مستوى تحصيلهم في هذهِ المادة يكمن في طبيعة المادة الدراسية المقررة على الطلبة التي غالباً ما تكون فيها الموضوعات مزدحمة بالأسماء والسنين والحقائق والمفاهيم التاريخية في فقرات يكون تسلسلها الزمني مربكاً للطلبة، إذ تتناول أحداثا تاريخية بعيدة عن مستوى إدراك الطلبة وفهمهم لها، وزيادةً على ذلك قلة دراية أغلب مدرسي مادة التاريخ بالطرائق الحديثة في التدريس ومدى أهميتها للطلبة وكيفية توظيفها داخل الصف في تحقيق أهداف الدرس ومنها الخرائط الذهنية والمفاهيمية في التدريس وهذا بدورة يضعف من التحصيل الدراسي للطلبة ولا يساعدهم في تنمية تفكيرهم الناقد.
لذا ظهرت الحاجة الى إتباع الأساليب والطرائق الحديثة في التدريس التي يمكن إن يكون لها اثر في تحسين تعلم هذه المادة وجعلها مادة شيقة ومحببة لنفوسهم وأذهانهم وإقبالهم على دراستها لفائدتها واتصالها الوثيق بحياة الأفراد والجماعات وفي تنمية تفكيرهم.
تم إضافة “متعة التعلّم – كيف تكون المدرسة مكانا محببا لأبنائنا” إلى سلة مشترياتك. عرض السلة
الخرائط الذهنية والمفاهيمية في تنمية التفكير الناقد
$15.00
عدد الصفحات: 230
سنة الطبع: 2020
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 1
لون الطباعة: ابيض
القياس (سم): 17×24
الوزن (كغم): 0.486
الباركود:9789957186944
| الوزن | 486 جرام |
|---|---|
| الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
رمز المنتج:
978995718694-9
التصنيفات: التربية و علم النفس, الموهبة والإبداع والتفكير
الوصف
منتجات ذات صلة
أساليب تدريس قواعد اللغة العربية
$15.00
أصول التربية
$20.00
التعليم الإلكتروني E-LEARNING
$10.00
تدريس القراءة والبلاغة – بالمهارات القرائية واستراتيجية الدراما
$18.00
طرائق التدريس(منهج – أسلوب – وسيلة)
$15.00
متعة التعلّم – كيف تكون المدرسة مكانا محببا لأبنائنا
$15.00
معوقات الممارسات المهنية لإخصائي التوجيه المهني في مدارس التعليم الحكومي – بسلطنة عُمان
$18.00
مناهج التربية الإسلامية – البنية والتحليل
$15.00
