المقدمة
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
يعدّ موضوع الحوافز من الموضوعات التي حظيت- ولا تزال- باهتمام علماء السلوك الإنساني والإداري معاً، ويرجع السبب في ذلك إلى ان التحفيز يعدّ أحد أهم المتغيرات المستقلة المؤثرة على الأداء إيجابياً أو سلباً. وينبع ذلك من ان عملية التحفيز تنصب مباشرة أو تهدف إلى إشباع حاجات الأفراد ورغباتهم، كما أنها أداة لتحقيق العدالة بينهم، كما تعدّ نوعاً من تقدير الإدارة لهم واهتمامها بهم، وهذا كله يؤثر في رضاهم عن عملهم وفي مستوى أدائهم.
ولقد كثرت الكتابات والأبحاث عن موضوع الحوافز والدوافع وتعددت النظريات في هذا المجال. ولكن الملاحظ أن معظم الباحثين والكتّاب في هذا المجال غالباً ما يعبرون فقط عن نتائج الفكر الإداري الغربي، وهذا ولا شك اتجاه يقبله الإسلام، ولكن ما لا يقبله أن نقصر تفكيرنا وأبحاثنا على الفكر الوضعي، بالرغم من ان الفكر الإسلامي خصب في مجال الحوافز والدوافع.
إذ أننا نجد أن الإيمان بالله تعالى يعدّ في نظر الإسلام من الحوافز المهمة في التأثير في سلوك ونفوس الأفراد . فالإسلام كل لا يتجزأ (مادة وروح) يجمع بين العامل المادي والروحي، وهذه هي الميزة الأساسية التي ميزت الاقتصاد الإسلامي عن غيره من الاقتصاديات الوضعية التي جعلت من نشاطها الاقتصادي ان لا يتجاوز حدود المادة، فهم يصورون الإنسان على انه مادة فحسب، وان الكسب المادي أو الكفاية المادية هي كل حياة البشر، ومن ثم كان هذا الخواء الروحي وذلك الإفلاس الذي تعانيه المجتمعات التي تدين بهذه النظم .
فالإيمان في الإسلام ليس إيماناً مجرداً، بل هو إيمان محدد مرتبط بالعلم والإنتاج، ومرتبط بالعدل وحسن التوزيع، ولا تحركه إلا العقيد الإسلامية، ولا يخرج النشاط الاقتصادي عن هذا الإطار العقيدي.
ولعل أبرز ما يحفز الباحث ويدفعه نحو الكتابة في علم الاقتصاد تلك الصراعات القائمة بين الأمم والشعوب ، فالصراع اليوم بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي له أبعاد اقتصادية، تدور على معرفة موارد الطبيعية والاستفادة منها وطريقة الحصول على الثروة وكيفية توزيعها، كل هذا وغيره حفز الباحث لان يصوب وجهه شطر علم الاقتصاد والإدارة الإسلامية، واستبيان معطيات الدين الإسلامي والحضارة العريقة والتراث الأصيل في معالجتها لشؤون الحوافز و الدوافع.
ولذا رغب الباحث في ان يقطف وردة جذابة من تلك الحديقة الجميلة فصوب النظر حول دراسة الحوافز في الشريعة الإسلامية.
وقد كان الفصل الأول الذي بدانا به مدخلا تعريفيا تناول مفهوم الحافز في الاصطلاح وتعريف الدافع في اللغة والاصطلاح والعلاقة بين الحافز والدافع والحوافز والمشكلة الاقتصادية ومن ثم المشكلة الاقتصادية في المذهب الاقتصادي الرأسمالي والمذهب الاقتصادي الماركسي ومن بعد في المذهب الاقتصادي الإسلامي والملكية الخاصة والمشكلة الاقتصادية في الإسلام والاستخلاف والمشكلة الاقتصادية في الإسلام
اما الفصل الثاني فقد بحثنا به الإنتاج في الإسلام والمذهب الاقتصادي الإسلامي في الإنتاج والهدف من الإنتاج في الإسلام وعناصر الإنتاج وتصنيف عناصر الإنتاج
وفي الفصل الثالث درسنا العمل ماذا يقصد به وحوافز العمل في الإسلام ومنها الحوافز المادية وبحثنا الأجور وملحقاتها واهتمام الإسلام بحوافز العمل وتحديد أجرة العامل والأجر على قدر الطاقة وضمان حصول العامل على أجره كاملاً ثم انتقلنا الى
الحوافز المعنوية وتطرقنا الى أهمية حوافز معنوية والحوافز الروحية الإيمانية والشروط الشرعية للعمل والبطالة ومضارها واقتران الإيمان بالعمل والتأسي بالأنبياء والمرسلين وشعور العامل بمراقبة الله تعالى وحسان العمل واتقانه والإخلاص في العمل لله.
وخصصنا الفصل الرابع لتناول رأس المال وقد عرفنا المقصود برأس المال ومن ثم استعرضنا أنواع رأس المال وتقسيم رأس المال في المفهوم الاقتصادي الإسلامي. ثم ذهبنا الى العامل الآخر من عوامل الإنتاج إلا وهو الطبيعة وبينا كيفية استغلال إلا رض في القران والمحافظة على الموارد الطبيعية وبعدها تناولنا العامل الأخير من عوامل الإنتاج الا وهو التنظيم ودرسنا التنظيم في الاقتصاد الإسلامي ومن ثم وضعنا خلاصة لعناصر الإنتاج وارتباطها بالحوافز.
اما في الجزء الثاني فقد افردناه لبحث حوافز التبادل وأهميتها وضم عدة فصول فقد تناول الفصل الخامس ماهية التبادل ودور السوق فيه وبحثنا فيه التبادل في الاقتصاد الإسلامي وارتباطات التبادل ونظام السوق في الاقتصاد الإسلامي ودور السوق في الأنظمة المختلفة.
وفي الفصل السادس أخذنا الأسس التي تقوم عليها عملية التبادل وتطرقنا الى تحريم تبادل السلع الضارة والنهي عن الغش والغرر والغبن وأنواع بيوع الغش وأنواع الغبن والنهي عن الاحتكار والنهي عن أكل الربا والسماحة وتجاوز والتيسير .
ثم ذهبنا في الفصل السابع الى تحديد الأسعار في الإسلام والية والأسعار في الاقتصادي الإسلامي ومذاهب الفقه الإسلامي في الأسعار وحدود تدخل الدولة في الأسعار في الإسلام ودور ولاية الحسبة في الرقابة على الأسعار.
أما الفصل الثامن فقد انتقلنا الى موضوع النقود ووظائفها التبادلية وخذنا الوظائف الأساسية للنقود والنقود وسيط التبادل والنقود مقياس للقيمة والنقود وسيلة للادخار.
اما في الجزء الثالث فقد تناولنا حوافز التوزيع واهميتها وفيها بحثنا في عدة فصول ففي الفصل التاسع درسنا التوزيع اي توزيع الدخل والثروة وفي تطرقنا الى أنواع التوزيع والتوزيع الوظيفي وشكل التوزيع في الأنظمة الاقتصادية المختلفة.
وفي الفصل العاشر بحثنا التوزيع في الاقتصاد الإسلامي وتناولنا التوزيع قبل عملية الإنتاج (توزيع الموارد الطبيعية) ومنه القينا نظرة الى الموارد في الفكر الإسلامي والاستخلاف الفردي والاجتماعي والعمل جوهر الطاقات والكفاية وتوزيع الموارد الطبيعية ومن ثم أخذنا التوزيع لما بعد عملية الإنتاج (توزيع الدخل) ومن ثم درسنا التوزيع في الفكر الوضعي والعمل وعائده الأجر ورأس المال دون عائد الفائدة والأرض وعائدها الريع والربح عائد للعمل لا التنظيم.
أما الفصل الحادي عشر فقد خصصناه لإعادة توزيع الدخل والثروة وتناولنا فيه موضوعة المال لا يجوز ان يكون دولة بيد طائفة من الناس ودور الزكاة في تغيير هيكل توزيع الدخل والثروة ودور الإنفاق من بيت مال المسلمين في تغيير هيكل توزيع الدخل والثروة ودور الإرث في تغيير هيكل توزيع الدخل والثروة.
وفي الفصل الثاني عشر أخذنا أسس التوزيع ودرسنا فيه نظرة الإسلام الى اسس التوزيع وقد تضمن عدة جوانب شملت منطلقات أسس التوزيع في الإسلام وضمان الإسلام غير القادرين والخلاف مع المذاهب الوضعية.
اما الفصل الثالث عشر فدرسنا فيه سمات الإسلام في التوزيع وضوابط الإسلام في حفظ التوازن الاقتصادي وخلاصة التوزيع في الإسلام.
وفي الفصل الرابع عشر أخذنا بالبحث في سلوك المستهلك وتوازنه وتناولنا نظرية سلوك المستهلك في الإسلام ومبدأ الاستخلاف والاستهلاك وعقلانية ورشادة سلوك المستهلك.
وفي الفصل الخامس عشر تناولنا قواعد ترشيد الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري في الاقتصاد الإسلامي وفي درسنا قواعد ترشيد الإنفاق الاستهلاكي ومنه تعرفنا على الإنفاق في الطيبات وتجنب الخبائث والاعتدال والوسيطة في الإنفاق وتجنب الإسراف والتبذير في الإنفاق والنهي عن الاستهلاك الترفي وتحريم استهلاك السلع الضارة وربط الاستهلاك بظروف المجتمع ووجوب الاعتدال في الإنفاق عند الأزمات المالية والاقتصادية ومن ثم ذهبنا الى الإنفاق الاستثماري في الإسلام وفي تعرفنا ايضا على إلغاء الاكتناز وإلغاء الفائدة على رأس المال وفرض الزكاة على أصل الأموال.
وفي الفص الفصل السادس عشر تناولنا الحرية الاقتصادية في المذاهب الاقتصادية وفيه بحثنا الإسلام والحرية الموجهة والحجر من ضوابط الاستهلاك والاستهلاك والطيبات والجانب الروحي في الاستهلاك والزكاة وحافز الاستثمار ومن ثم وضعنا خلاصة لهذا الفصل .
وانتهينا لخلاصة لكل ما قيل عن الحوافز في الإسلام في الفصل الأخير وهو الفصل السابع عشر.
ومن الله التوفيق
تم إضافة “أنشطة المراكز الأسلامية بأمريكا الشمالية (دراسة فقهية)” إلى سلة مشترياتك. عرض السلة

شرح صحيح الترغيب والترهيب
$20.00 السعر الأصلي هو: $20.00.$15.00السعر الحالي هو: $15.00.

الأديان في العالم
$18.00 السعر الأصلي هو: $18.00.$17.50السعر الحالي هو: $17.50.
الحوافز الاقتصادية في الإسلام
$15.00
عدد الصفحات: 259
سنة الطبع: 2016
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 1
لون الطباعة: ابيض
القياس (سم): 17×24
الوزن (كغم): 0.560
الباركود: 9789957184452
الوزن | 560 جرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
رمز المنتج:
978-9957-18-445-2
التصنيف: الشريعة الإسلامية
الوصف
منتجات ذات صلة
أنشطة المراكز الأسلامية بأمريكا الشمالية (دراسة فقهية)
$13.00
الأقليات الإسلامية في العالم غير الإسلامي
التقويم الدائم لمواقيت الصلاة في المدن العربية
$5.00
الثقافة الإسلامية (مفهومها – مصادرها – خصائصها – مجالاتها)
العقيدة النصراينة في الميزان
$20.00
طرق تدريس الدراسات القرآنية والأسلامية – وإعادة دروسها اليومية بالأهداف السلوكية
$15.00
علمانية فصل بين الدين والدولة – بدعة العلمانية اللائكية
$15.00
مباحث في علم الاجتماع ISLAMIC SOCIOLOGY
$15.00