المقدمة
يقاس النجاح في إدارة الوقت عن طريق جودة العمل وجودة الحياة الشخصية للقائد. فعندما نتمكن من إدارة الوقت، نتمكن من إدارة أي شيء. وتعد إدارة الوقت أساس العمليات والوظائف الإدارية المختلفة حيث أن الوقت هو المورد المتاح بشكل محدود ولا يمكن استرجاعهُ أو تمديده أو تخزينه أو شراءه، ولذلك إن استخدامه على الوجه الأمثل هو الطريقة الوحيدة التي تساعد على استثماره والاستفادة منه. وترتبط إدارة الوقت بإدارة الذات حيث أن القائد الذي يتمكن من إدارة وقته بشكل فاعل، يتميز بقدرته على إدارة ذاته. وترتكز إدارة الوقت على التخطيط المحكم لكل الأعمال وتحديد أوقات إنجاز المهام التي يشتمل عليها التخطيط.
وفي المؤسسات المدرسية تعتبر مسألة إدارة الوقت مسألة في غاية الأهمية، ذلك لأن جداول الدروس مقيدة بأوقات محددة لا يمكن إطالتها أو تقصيرها، فوقت الدرس الواحد يتراوح بين 45-50 دقيقة ومن المفترض أن تصرف هذه الدقائق جميعها في تقديم الدرس وفي التفاعل بين المعلم وتلاميذه دون أن تهدر منها دقيقة واحدة. فالدقيقة الواحدة التي تهدر في الدرس الواحد تعني هدر 6 دقائق في اليوم الواحد في حالة كون الجدول الدراسي يشتمل على ست دروس، وتعني هدر 30 دقيقة في الإسبوع الواحد، و 120 دقيقة في الشهر وهو أمر في غاية الخطورة. ولذلك فإن إدارة الوقت وحسن استغلال كل دقيقة وكل ثانية أثناء أداء العمل أمر في غاية الأهمية. وفي المنظومة المدرسية تتسبب بعض الأمور في هدر الوقت وضياعه مثل ضغوط العمل، والأعمال الورقية، والمقاطعات، وسوء التخطيط، وظهور الأزمات الخفيفة والثقيلة، والصراع التنظيمي، والمركزية الشديدة وعدم التفويض وما إلى ذلك من مسببات ضياع الوقت مما يتوجب الاهتمام بإدارة الوقت وحسن استغلاله واستثماره بالشكل الأمثل. ويتناول هذا الكتاب العديد من الموضوعات ذات العلاقة بإدارة الوقت وتوخي الدقة في حسن استغلاله وكيفية إدارة مسببات هدر الوقت والتعامل معها. أرجو أن يخدم هذا العمل المتواضع كل العاملين في حقل التربية والتعليم الذين يدركون أهمية الوقت وضرورة إدارته بالطريقة المثلى.
