تقديم
نحن نقصد بسوق المال مجموعة القنوات التي ينساب فيها المال من أفراد ومؤسسات وقطاعات في المجتمع إلى أفراد ومؤسسات وقطاعات أخرى في المجتمع. حيث تمثل المجموعة الأولى ذوي الفائض من الأموال الذين يرغبون في التخلي عنه لفترة من الوقت قد تتفاوت في الطول والقصر من شخص إلى آخر ومن وقت لآخر، أما المجموعة الثانية فهي تمثل من هم في حاجة إلى هذه الأموال لفترة من الوقت.
ويتم تدفق الأموال عبر هذه القنوات وفقاً لسياسيات معينة وعن طريق أدوات (مالية) معروفة، وهذه القنوات التي تتدفق من خلالها الأموال في داخل المجتمع والتي تتكون في مجموعها النظام المالي، تعمل على الوساطة بين المجموعتين.
وبديهي أن هؤلاء الوسطاء أو هذه المؤسسات ليست متماثلة تماماً فيما بينها فهي تختلف وفقاً لآجل الأموال التي تتعامل فيها والأدوات المالية التي تتعامل بها، والسياسات التي تطبقها وحسب آجال الأموال أصبح لدينا ما يعرف باسم سوق النقد وسوق رأس المال ذلك أن سوق النقد تهتم بالمعاملات قصيرة الأجل (التي لا تتجاوز سنة) في حين أن سوق رأس المال تهتم بالمعاملات والتدفقات ذات الأجل المتوسط والطويل ولكل من السوقين مؤسساته التي يتم من خلالها التعامل وفقاً للسياسات بالأدوات التي تلائم كل منها.
وبالنسبة لسوق رأس المال فقد تم تقسيمه إلى سوقين فرعيين آخرين أحدهما يتعامل عن طريق الأوراق المالية وهو سوق الأوراق المالية والآخر يتعامل مع غير طريق الأوراق المالية.
ونوضح في الشكل التالي الهيكل الأساسي للمؤسسات التي يتكون منها في مجمعها سوق المال.. وبعد ذلك نتحدث تفصيلاً عن مكونات كل من الأسواق الفرعية على حدة بشئ من التفصيل