أصول العقيدة الإسلامية

المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه ألغر الميامين وبعد:
فمن فضل الله جاء هذا الكتاب عملا جماعيا في العقيدة الإسلامية، شمل معظم ما يحتاج المسلم إلى معرفته من أمور، فهو عمل متقدم قليلا ليس بدراسة أولية شارك في مناقشته أكثر من عشرين شخصا كان لهم الباع الأكبر في بلورة أفكاره، قدم موضوع منه أحد الباحثين وناقشه الاخرون مناقشة صادق عليها الجميع فنزل الموضوع إلى الطبع بعد أن أشبع مناقشة وتفنيدا واعتقادا حتى صار موضوعا خاصا بالجميع، متخذين من رأي الأشاعرة منطلقا إلا أنه ناقش وفند آراء الفرق الإسلامية الأخرى، وطرح آراءهم فصار الكتاب مجموع آراء الفرق افسلامية مختصرا لكتب العقيدة الطويلة الكبيرة، وهو على ما أرى صالح للقراءة ومطابق للمعتقد إن شاء الله.
وقد عولت على ذكر اسم الباحث الذي ناقش الموضوع تحت عنوان البحث لحفظ حقه،إلا أنه يجب أن يعلم أن الباحثين الآخرين قد ناقشوا هذا الموضوع مناقشة وافية وأبدوا رأيهم فيها بحيث ضم البحث آراءهم جميعا، لذا فهو يمثل كل الباحثين، ولذلك جاءت جماعية العمل ومصادقة الجميع عليه وهو مايجعل الموضوع موثوقا قابلا للإعتقاد.
لقد قسمت عملي هنا إلى عشرة فصول في كل فصل منها تفصيل الكثير من القضايا الاعتقادية جاء فيها:
الفصل الأول : علم العقيدة، وقد تضمن تعريفا بعلم العقيدة لغة كما بين أسماء العقيدة والمستخدمين لهذه الأسماء، ثم تضمن الموضوع تعريفا اصطلاحيا للعقيدة، ثم بين أهمية علم العقيدة ثم استعرض البحث بعض الألفاظ التي يحتاج إليها.
الفصل الثاني: في هذا الفصل تناولت أهم نقطة في العقيدة الإسلامية، ألا وهي وجود الله تعالى ، وقد تناولت فيها نقطتين مهمتين هما اثبات الصانع عند الحكماء وبرهان ابطال الدول وابطال التسلسل ثم اثبات الصانع عند المتكلمين والمتضمنة الاستدلال بحدوث الاعراض والاستدلال بامكان الاعراض.
الفصل الثالث:ثم تناولنا الصفات السلبية لله تعالى ومنها صفة القدم لله تعالى ثم صفة البقاء عند المتكلمين والأدلة العقلية لاثبات صفة البقاء.
ثم تناولنا صفة الوحدانية ونفي الكموم في الذات وفي الأفعال.
الفصل الرابع: ويتناول هذا الفصل علاقة ذات الله بالصفات بين اقوال المعتزلة في نفيهم لزيادتها على الذات وردهم على الأدلة السمعية ثم علاقة ذاته تعالى بالصفات عند الأشاعرة واقسام الصفات على اساس علاقتها بالذات والأدلة السمعية في اثبات صفات الحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام ومدى تحملها للتأويل ثم بيان الأدلة العقلية وموقف الاشاعرة من قياس الغائب على الشاهد وأوجه المخالفين والرد على شبهها
الفصل الخامس: ويناقش مسألة الرؤية عند مانعي رؤيته تعالى وبين مجوزيها وقد تناولنا فيه مسألة الرؤية عند المعتزلة بالأدلة العقلية ومسألة الرؤية عند الشيعة والاباضية ثم مسألة الرؤية عند الاشاعرة متناولين فيه معنى الرؤية وأدلتها النقلية من الكتاب والسنة النبوية الشريفة والاجماع ثم الادلة العقلية وردودهم على المعتزلة وتناولنا فيه ايضا رؤية الله في المنام ورؤيته في الدنيا .
الفصل السادس : يتضمن افعال العباد وموقف المتكلمين فيها فتناولنا فيه الرأي في افعال العباد عند المعتزلة وما اجمعوا عليه ثم بينا اقسام الافعال عندهم وتناولنا فيه موقف المعتزلة في تفويض الافعال الى الانسان وادلة المعتزلة السمعية والعقلية ومناقشة الاشاعرة لهم ، ثم افعال العباد عند الاشاعرة ( اهل السنة )وبينا مذاهب المسلمين في ذلك كمذهب الجبرية والمعتزلة . ويتناول البحث موقف الاشاعرة من افعال العباد وادلتهم العقلية والنقلية .
ثم تناول البحث اقعال العباد عند الجهمية.
الفصل السابع : التحسين والتقبيح وفيما اذا كان العقل وحده هو مقياس الحسن والقبح.
المهم ان هذا الموضوع قد بين آراه الفرق الاسلامية كلها الاشاعرة والمعتزلة والماتريدية والشيعة والكرامية والخوارج وتعدى ذلك الى الذهاب الى آراء البرهمية والتناسخية المستندين في كل ذلك الى الادلة النقلية والعقلية .
الفصل الثامن : الصلاح والاصلح وتبين كيف فهمت الفرق الاسلامية منها المعتزلة والاشعرية ذلك الموضوع.
الفصل التاسع : ارسال الرسل وحكمه ومهمة الانبياء وبعثتهم وحاجة البشرية الى الرسالة.
الفصل العاشر : الجنة والنار عند الاشاعرة والمعتزلة وهل هي موجودتان الآن وبيان الادلة العقلية والسمعية ومناقشة الادلة تلك وهل تفنى الجنة والنار وهل يفنى اهلها.
والله أسال أن يتوفق القارئ في الامور العقائدية المطروحة وان يكون الموضوع عرضة للمناقشة والوصول الى شاطئ الامان خاصة وان مراجع الكتاب هي امهات كتب العقيدة وأن المواضيع المطروحة هي معظم ما يحتاجه المرء في معرفة العقيدة الاسلامية .
الأستاذ الدكتور
سعدون محمود الساموك