المقدمة
يشهد العالم تحولات سريعة نتيجة العولمة ، مما شكل بيئة جديدة ملائمة أكثر لانتشار الشركات المتعددة الجنسية في مختلف دول العالم ، والاستفادة من المزايا المتاحة حيثما وجدت سواء على مستوى التمويل أو الإنتاج أو التوزيع من اجل زيادة قدرتها التنافسية ومواجهة منافسات الآخرين ، وفي ظل الواقع الحالي والمتخلف لوحداتنا الاقتصادية فأن التحول لمواجهة ذلك التطور لابد من أن تكون هناك موارد بشريه تمتلك المعرفة والكفاءة العلمية والخبرة اللازمة .
وهكذا تبرز أهمية الموارد البشرية في مجال التنمية ، انطلاقاَ من كون إن العنصر البشري هو الوسيلة والغاية في نفس الوقت في عملية التنمية ، وعليه فأنه لا يمكن الحديث عن التنمية دون الحديث عن تنمية الموارد البشرية ، فتنمية الموارد البشرية تعتبر شرط سابق وأساسي لتحقيق التنمية.
حيث تطورت في السنوات القليلة الماضية أفكار ومفاهيم لإدارة الموارد البشرية تختلف جذرياً عن الأفكار والممارسات السابقة التي شاع تطبيقها في مرحلة ما قبل العولمة وعصر المعلومات والمعرفة. وتقوم الفلسفة الجديدة لإدارة الموارد البشرية على أساس التوجهات الرئيسية التالية:
يمثل المورد البشري مصدر الإبداع والابتكار وخلق القيم في المنظمات، ويمتلك قدرة عقلية ومعرفية تعتبر رأس مال حقيقي للمنظمات لابد من استثماره وتوظيفه بشكل إيجابي، وكذا أهمية الاستثمار في زيادة الرصيد المعرفي للموارد البشرية واستثماره في تطوير الأداء.
يتميز المورد البشري ذو المعرفة بكونه قادر على تحمل المسئوليات وراغب في المشاركة الفاعلة في حل مشكلات العمل وتطويره وتحمل نتائج هذه المشاركة، مما يرتب أهمية فتح مجالات المشاركة وقنوات الاتصال لاستثمار تلك الطاقات.
إن تكامل عمليات إدارة الموارد البشرية في منظومة متجانسة، وبلورتها في استراتيجية متكاملة يتم إدماجها في الاستراتيجية العامة للمنظمة يحقق للمنظمة فرصاً أفضل لتكوين وتشغيل موارد بشرية متميزة.
لم يعد هناك شك في أن الموارد البشرية هي إحدى المقومات الأساسية لنجاح المنظمة، بل يمكن القول أنها المحدد الأول والأساسي لهذا النجاح حيث أن توافر قوى عاملة ذات كفاءة ومسؤوليه تمكنها من النهوض بأعباء العمل وتحقيق أهداف المنظمة واستخدام إمكانياتها المادية المتاحة بأكبر كفاءة ممكنة.
وتعتبر التنمية البشرية بمثابة تنمية للقدرات الإبداعية للإنسان من حيث تفجير الطاقات الكامنة وتوظيفها لسعادة الفرد والمجتمع، بل إن التنمية البشرية تعتبر أكثر فعالية من تنمية الموارد المادية أو رأس المال العيني الذي لا يمكن أن يؤتى ثماره دون تفاعله من الموارد البشرية أو رأس المال البشري فالإنسان هو صانع الحضارة إلى الأبد، والتنمية البشرية في المجال الرياضي تختلف بناءً على اختلاف الأنشطة الرياضية وأيضاً إذا كان الهدف تعليم أو تدريب أو تحكيم أو إدارة ، فكل عمل يحتاج تنمية بشرية ذات طبيعة خاصة تتناسب مع نوعية النشاط وحجم النشاط والمرحلة السنية والمستوى الذي يقوم فيه الفرد بالعمل.وإنني في عملي مدين لكثير من الأساتذة الذين كان لتوجيهاتهم أثر كبير في قيامي بهذا العمل .واخص بالذكر الأستاذ فارس يونس شمس الدين المدرس في المعهد التقني /بردهرش فقد أمدني بالمراجع النادرة , وأتقدم بشكري وامتناني لباقة معطرة من الزهور للأستاذ سردار فاضل /مقرر قسم الادارة في المعهد التقني بردهرش والاستاذ محمود محمد امين عثمان والسيد طه شعبان خانو
والشكر موصول للمدقق اللغوي الاستاذ الفاضل (كريم ميرخان علي) الذي لم يبخل بملاحظاته القيمة في تقويم الكتاب لغوياً.
وختاماً …… الحمد لله الذي أعانني فأخرجت هذا الكتاب الذي لا أَدعي فيه الإحاطة والشمول بكل أعمال ادارة الموارد البشرية , كما التمس العذر من القارئ الكريم عن كل خطأ أو سهو, أو قصور وقع في طيات هذا الكتاب ,آملاً تلافيه في الطبعات القادمة إن شاء الله .
والله ولي التوفيق
جعفر خانو بابا حسين الزيباري