نظم المعلومات المالية

تقــديم
تنتاب العالم اليوم مجموعة من التحولات والتغيرات والتحديات حيث يعيش العالم المتقدم ما يسمى بالانفجار المعرفي والثورة الرقمية الممثلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصال، تلك الثورة التي وضعت المستقبل في يد الدول والمؤسسات المالكة لوسائل التكنولوجيا الحديثة وجعلت هذا الجزء من العالم يفكر في عشرات بل مئات السنين نحو المستقبل، في حين وجدنا أنفسنا نحن أبناء العالم الثالث – أفراد ومؤسسات وهيئات- أنه تفصلنا عن ذلك المجتمع الذي يدعى بمجتمع المعرفة مسافة طويلة وفجوة عميقة نحتاج لملأها عملا جادا ودؤوبا وإرادة فذة ، وسواعد وعقول كافة أفراد المجتمع بجميع مستوياتها.ففي هذا الوقت الذي أصبحت المعلومة تمثل مجال تنافس المؤسسات المالية والبنكية وغيرها لتحقيق المزايا والقدرات التنافسية أصبح لزاما على البنوك أن تدرك أن المعرفة تمثل الركيزة الأساسية لتحقيق التفوق التنافسي والمفتاح الذي يفتح لها أبواب النمو والازدهار والنجاح والتقدم.
كما أصبحت المعلومات تمثل ركيزة أساسية لصنع واتخاذ القرار سواءً على المستوى الكلي لرسم سياسات التنمية المختلفة، أو على المستوى الجزئي لرسم استراتيجيات المنظمات، حيث تقوم نظم المعلومات بتدعيم الإدارة في التخطيط والرقابة المالية على النظم، بالإضافة إلى مساعدتها في خلق المنتجات والخدمات الجديدة والمبتكرة، وفتح أسواق جديدة، وتخفيض التكلفة، وتحسين جودة المنتجات والخدمات، وتحسين جودة الأداء داخل المنظمات ، والمساهمة في تعميق المزايا التنافسية، مما يمكنّها من الحصول ميّزة تنافسية والوصول إلى التميز.
تمثل صناعة القرارات الدور الأكثر تحديا عند المديرين ، ونظرا للتطور الهائل في نظم المعلومات والتقنيات المستخدمة ،هذا ما دعا إلى استخدامها من قبل الإدارة العليا في منظمات الأعمال للمساعدة على سرعة اتخاذ القرارات .
وتعتبر نظم دعم القرار من أهم نظم المعلومات التي تعتمد على الحاسبات والتي كانت حصادا للتطور في تكنولوجيا المعلومات خلال السبعينات والثمانينات كتطور طبيعي لطريقة استخدام الحاسبات .وهذا النظام يركز ببساطة على توفير الدعم المناسب لتحسين جودة القرارات ،حيث تعمل على تحقيق هذا المطلب عن طريق إدماج البيانات والنماذج والبرمجيات في نظام فعال لاتخاذ القرارات .ونظرا لطبيعة تكوينها فإن لها أهمية بالغة ،حيث تحمل في إنشائها تقنيات معلوماتية فائقة التطوير مما يؤدي إلى حصول المنظمة على ميزة تنافسية بالنسبة إلى كل منافسيها الذين لا يستخدمون هذه النظم.
والتحدي الحقيقي أما المنظمات في وقتنا الراهن يتمثل في كيفية الاستفادة من موارد نظم المعلومات المختلفة واستخدامها كأداة إستراتيجية تعتمد عليها المنظمات في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجهها لضمان نجاحها وبقائها واستمرارها وازدهارها.
من ثم نتناول في هذا الكتاب مجموعة من الموضوعات المتنوعة التي يختص بها نظم المعلومات المالية .كما هو مبين في فهرس هذا الكتاب. أدعو الله العلي العظيم أن أكون قد وفقت في هذا الجهد، بيد أن الشكر لله أولا ًوأخيراً على عظيم نعمائه، ومن الله سبحانه وتعالى ، نستمد التوفيق دائماً وهو القائل جل شأنه وعظمت قدرته في محكم كتابه الكريم:
” وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”
صدق الله العظيم
المؤلف
د. مصطفى كافي