مقدمة
ان وظيفة التخطيط تسبق باقي الوظائف الأخرى في أي مجتمع، لكونها تقوم على الاختيار الواعي وهذا الاختيار ربما يقع بين مجموعة من البدائل أي الخيارات، وحيث ان التخطيط هو تفكير عميق في بناء المستقبل وفق معالم واضحة وهو دراسة معطيات الواقع، ورسم صورة المستقبل، ومن ثم وضع برامج ومشاريع وأعمال تصلح ان تكون حلولاً جذرية لكل تحدي او مشكلة ذات أهمية للفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة والعالم.
ان التخطيط هو علم التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له ، فهو بعد النظر الذي يتجلى في القدرة على التنبؤ بالمستقبل والتهيؤ له بأعداد خطة تلبي متطلباته وتستوعب همومه . فهو دراسة كل عناصر القوة لتوظيفها في اليات عمل الخطة، وعناصر الضعف من اجل العمل على علاجها، وإستثمار الفرص المتاحة لتوظيفها في الانشطة المختلفة للخطة، والتهديدات من اجل العمل على تقليلها أو مواجهتها او على الأقل تحييدها . انه الأسلوب العلمي الذي يتضمن حصر الموارد البشرية والمادية واستخدامها أكفا استخدام بطريقة علمية وعملية وإنسانية لسد احتياجات المجتمع وكفايته.
كما ان التخطيط هو الأخذ بأعظم الأسباب، وهو دراسة التاريخ لمعرفة قوانين، التطور والتغير، والقوة والضعف، وصعود الحضارات وتراجعها وهو الأخذ والاستفادة من عبر التاريخ ودروس الماضي.
لقد حاولنا ان نمازج بين التخطيط وتجارب الحياة التي عاشها الناجحون وعاشتها بعض الشركات التي نجحت بفعل المثابرة والنشاط المتواصل وفق خطط رسموها لأنفسهم او لأعمالهم، وهذا ما حملنا الى وضع اجزاء من هذا الكتاب للحديث عن تلك التجارب الحياتية التي مر بها اولئك الرواد والمبادرون وذوي الهمة العالية والتفكير البعيد والجلد والصبر الذي اتسموا به لكي تكتمل عملية التخطيط وتنضج مكوناتها فخطة على ورق هي نوع من التراث الثقافي كما ان العمل والنشاط بدون خطة قد ينجح بعض الشيء ولكن لا يحقق الهدف المطلوب حيث تتظافر عملية التخطيط والتنفيذ سوية من اجل بلوغ ذلك الهدف .لقد ضم هذا الكتاب (160) قصة.
ونحن اذ نضع هذا الكتاب بين ايدي القارئ العربي يحدونا الأمل الى مدى الحاجة لتخطيط حياتنا على مستوى الفرد او على مستوى المجتمع وكلنا تواقون الى تبني المجتمع باسره للفكر التخطيطي وعدم ترك الحياة تتحرك سدى .
ومن الله التوفيق
د. مجيد الكرخي
