مقدمة
بدأت الدعوة لنظام موازنة الاداء مع مطلع القرن العشرين حيث لاحظ بعض المختصين بالعلوم الادارية والمالية تزايدا مضطردا في النفقات الادارية للإدارات الحكومية رافقها تزايدا في الضرائب والرسوم ، ولكن لم يقابل زيادة تلك النفقات تحسن في اداء الادارات الحكومية ، في حين اثقلت اعباء الزيادات في الضرائب والرسوم كاهل المواطنين ، وقدم مكتب مدينة نيويورك للأبحاث البلدية سنة 1907 اولى مقترحاته عن مشروع موازنة تتضمن اعمال وبرامج الحكومة مقترحا اطلاع المواطنين عليها ، ثم تلت ذلك مفردات بموازنة مبوبة حسب الوظائف قدمتها لجنة في سنة 1912 وكانت اول موازنة اداء في بلدية نيويورك عام (1913-1915).
ثم توالت التجارب حتى سنة 1951 في ضوء تقرير اعدته لجنة هوفر سنة 1949 وقد انتقلت هذه التطبيقات بعد ذلك الى دول اخرى وخاصة من خلال الدراسات التي تبنتها المؤتمرات والندوات التي دعت اليها الامم المتحدة وإصدارها دليلا بذلك في سنة 1965.
واضحت افكار موازنة الاداء تستقطب الكثير من الدول في الوقت الحاضر والتي بدأت تفكر جديا في الخروج من اطار الموازنة التقليدية الى اطار موازن الاداء التي تدعو صراحة الى موازنة تقوم على اساس الاداء اي مقدار ما تحققه النفقات العامة من اهداف وليس على مقدار ما تشتريه من سلع وخدمات ، اي تنظر الى مخرجات النفقات العامة وليس اليها كمدخلات، فبعد تحديد الاهداف التي ترصد من اجلها النفقات يتم حساب حجم النفقات المطلوبة للبرامج المتوقع ادراجها في مشروع الموازنة لبلوغ تلك الاهداف ، اضافة الى وضعها المقاييس والمعايير اللازمة لقياس ما تم انجازه من كل برنامج وتقييم اداءه وكفاءته .
وقد رأينا بان هناك ضرورة لتوسيع الحديث عن موازنة الاداء في ضوء اهتمام الدول والمدارس الفكرية والباحثين فيها مشيرين في مقدمة الكتاب الى ان هذا النوع من الموازنات ربما يأخذنا الى موازنة البرامج والاداء التي نعتبرها جزء من الموازنة الاولى لان البرمجة تعني بالضرورة قياس الاداء وهذا لا يقاس الا اذا كان مبنيا على البرمجة الكاملة للأعمال ، وعلى هذا الاساس كان هذا الكتاب الذي شمل عدة فصول الاول منها تضمن شرحا عن نظرية الموازنة مفهومها نشأت وتطورها وسماتها والفروق الأساسية بين الموازنة والميزانية والقواعد الأساسية للموازنة ودورة إعدادها ومن ثم تبويب النفقات والإيرادات.
اما الفصل الثاني فقد كرس للموازنة التقليدية والفصول التالية للمدارس الفكرية الجديدة عن انظمة الموازنة منها : موازنة التخطيط والبرمجة والموازنة الصفرية والموازنة التشاركية والموازنة التعاقدية والموازنة الموجهة بالنتائج.
وبعد ذلك انتقلنا الى مدخل لموازنة الاداء واوضحنا التداخل بين مفهوم موازنة الاداء وموازنة البرامج وتطرقنا الى خصائص ومميزات موازنة الاداء وفوائد ومزايا هذه الموازنة والانتقادات الموجهة لها وكيفية تحضيرها وخطوات تطويرها.
اما الفصل التاسع فقد تطرق الى الى الاداء نفسه ومن ذلك تعريف الأداء والفرق بينه وبين الانجاز ثم جرنا الحديث الى ادارة الاداء وشموليته وفوائد تحديده وانواع ادارنه ومكوناته وأبعاده.
اما الفصل العاشر فقد ذهب الى شرح تبويب موازنة الاداء انواعه ومفاهيمه وطرقه وانتقلنا الى الفصل الحادي عشر لنلخص الحديث عن النظام المحاسبي لموازنة الأداء والفر ق بين الاساس النقدي واساس الاستحقاق الذي تأخذ به موازنة الاداء.
وفي الفصل الثاني عشر أوضحنا الارتباط العضوي بين موازنة الاداء والتخطيط الاستراتيجي للمنظمة ، واخذنا السرد في الفصل الثالث عشر الى كيفية اعداد موازنة الاداء من حيث آلياتها وسبل تقدير النفقات والايرادات فيها .
وفي الفصل الرابع عشر تطرقنا الى البرمجة وموازنة الاداء نظرا للعلاقة الوطيدة بين الجانبين فلا يمكن قياس الاداء اذا لم تكن هناك اهدافا محددة مرساة على هيأة برنامج مستل من خطة استراتيجية للمنظمة ، وفي ذلك تطرقنا الى الخصائص الرئيسية للبرنامج والبيئة الداخلية والخارجية للبرنامج ، والفئات المستفيدة منه وأنشطته وفعالياته وغيرها من المسائل ذات العلاقة.
اما الفصل الخامس عشر فقد اعطى اهتماما للخطة التنفيذية لبرامج موازنة الاداء
وفيها جرى الحديث عن مراحل تنفيذ البرنامج وخصائص الخطة التنفيذية والجدول الزمني للتنفيذ والخطة المالية للبرنامج وموازنته ومخرجاته وعلاقة المخرجات بأهداف البرنامج.
وفي الفصلين السادس عشر تطرقنا الى تقييم اداء البرامج في موازنة الاداء وشرحنا بعض المعايير الاكثر استعمالا وشيوعا ومنها: معيار الكفاءة ومعيار الفاعلية ومعيار الجودة ومعيار الملائمة ومعيار الكفاية ومعيار الأثــــر.
اما في السابع عشر فكرس لشرح متابعة تنفيذ البرامج في موازنة الاداء من حيث
مفهوم المتابعة وخطواتها ومؤشرات متابعة تنفيذ البرنامج ودورية تقارير المتابعة واسس حساب نسب التنفيذ الاجرائية والزمنية والمالية.
واخيرا عرضنا تجارب وطنية دولية في تطبيق موازنة الأداء وشملت التجربة الماليزية، والتجربة النيوزلندية ، وتجربة الإمارات العربية ، وتجربة الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة ، وتجربة كندا وأستراليا وبريطانيا ، والتجربة المصرية ، والتجربة النيجيرية ، والتجربة الكورية ، وتجربة وزارة التربية في لبنان ، ومن ثم تطرقنا الى النتائج المستخلصة من تطبيق نظام موازنة الاداء.
نامل ان نكون قد وفقنا في هذا الكتاب بوضع ما هو مفيد للقارئ العربي الكريم في هذا المجال، متمنين للجميع النجاح في مسعاهم ولامتنا العزة والكرامة والسؤدد .
والله الموفق

التحليل الكمي الاقتصادي - العلاقات غير الخطية (التكامل)
$25.00 السعر الأصلي هو: $25.00.$22.50السعر الحالي هو: $22.50.
موازنة الأداء وآليات استخدامها في وضع وتقييم موازنة الدولة
$6.00
عدد الصفحات: 254
سنة الطبع: 2020
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 2
لون الطباعة: ابيض
القياس (سم): 0.446
الباركود: 9789957183448
الوزن | 446 جرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
رمز المنتج:
978-9957-18-344-3
التصنيفات: إدارة الأعمال, العلوم الادارية
الوصف
منتجات ذات صلة
إدارة التنمية – العلم والعمل
$15.00
الإدارة الاستراتيجية وتحديات الألفية الثالثة
$25.00
الاقتصاد الإداري – المفهوم والتطبيق
$15.00
الرياضيات الاقتصادية – أسس وتطبيقات
$12.50
سلسلة الإدارة المخزنية – إدارة المخازن
$15.00
طرق الإحصاء باستخدام SPSS
$35.00
مدخل الى إدارة العمليات
$27.50
منهج الجودة الياباني – الكايزن في تطوير وتحسين الانتاجية
$20.00