منهج البحث التاريخي

المقدمة
يعتبر منهج البحث التاريخي ركيزة أساس في كتابة علم التاريخ لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها في عملية تدوين التاريخ من حيث الاهتمام بخطوات يتم فيها وضع التاريخ في مساره العلمي عبر دراسة منهجية تبدأ من اختيار الموضوع إلى جمع المادة وتصنيفها ونقدها وصولاً إلى الاستنتاجات التاريخية التي تقدم التاريخ على إنه علم الموعظة والدروس المستفادة والذاكرة الإنسانية الحية ومن خلال فهم التاريخ بأنه حركة الماضي بغية التمعن بالحاضر والتفكر بالمستقبل لصالح امة من الأمم أو شعب من الشعوب.
جاءت فكرة هذا الكتاب (( منهج البحث التاريخي )) بعد سنوات قضاها المؤلف في العمل الأكاديمي الجامعي والبحث العلمي في القراءة والدرس والتدريس في أكثر من قسم من أقسام التاريخ في الجامعات العربية ومؤسسات البحث العلمي خلال أكثر من عشرين عاما. فضلا عن التدريس والإشراف في الدراسات الجامعية (الليسانس أو البكالوريوس) و الدراسات العليا ( الماجستير / الدكتوراه ) ، ‏ وعملية البحث والتأليف المتواصلة طول هذه السنوات والتي أنتجت عدة كتب جامعية تاريخية و فكرية و مترجمة، ‏وبحوث ومقالات عربية و مترجمة نُشرت في مؤسسات علمية ودور نشر في عدة دول عربية و أجنبية معروفة .
وفي ضوء ذلك تمخضت فكرة هذا الكتاب ليكون حصيلة الخبرة المتواضعة هذه من خلال تأليف ( مرجع ) للطالب الجامعي والباحث التاريخي على مستوى الوطن العربي برؤية علمية ومنهجية أكاديمية واضحة ومركزة دون إهمال للثراء البحثي في هذا المجال لما سبقنا إليه من خيرة المؤرخين والباحثين والذين لا يمكن تجاهل دورهم في إغناء هذا الموضوع .
يقع الكتاب في مقدمة وخاتمة ومصادر ومراجع فضلاً عن ستة فصول أساس. يتناول الفصل الأول (( علم التاريخ- المدارس والمنهجية التاريخية )) من حيث ماهية علم التاريخ في علاقة التاريخ بالعلم والأدب, والمدارس التاريخية عبر العصور من بلاد الرافدين إلى وادي النيل والهند والصين واليابان ثم الرومان واليونان، ‏والمسيحية ثم الإسلام والمسلمون وأدواتهم في البحث التاريخي، ‏ثم المنهجية التاريخية ، ‏ والمنهجية التاريخية العربية .
أما الفصل الثاني ، ‏ فهو بعنوان (( التفسيرات والفلسفات حول علم التاريخ)) من حيث التفسيرات المثالية والمادية من العامل الجغرافي / الديني / الاجتماعي / النفسي / البطولي / العنصري / المثالي / الاقتصادي . ثم التفسيرات الحضارية من ابن خلدون وفيكو وشبنجلر وهنتنغتون .
الفصل الثالث (( العلوم المساعدة في كتابة البحث التاريخي )) وهي علم ا للغة وفقه اللغة، ‏علم الخطوط، ‏الوثائق . الإنترنت والاتصالات ، ‏الجغرافيا ، الاقتصاد ‏ ‏ الآداب والفنون، أدب الرحلات، الاجتماع ، علم النفس ، السياسة ، الإعلام .
الفصل الرابع ، (( المؤرخ وشروط اختيار الموضوع )) وفيه اختيار موضوع البحث ثم صفات المؤرخ و الباحث في عملية كتابة التاريخ .
الفصل الخامس (( جمع المادة العلمية )) في إعداد البحث تتم خطوات في جمع المادة العلمية من الببلوغرافيا، جمع المادة، طريقة جمع المادة، تبويب وتنسيق المادة ، نقد المادة ، إثبات الحقائق ، ‏ والبناء التاريخي .
الفصل السادس، (( قواعد وأصول كتابة البحث التاريخي )) ،‏ وهي مصطلحات الكتابة ، قواعد الكتابة، ‏ من المقدمة إلى النقد، والتنظيم العملي واللغوي والخاتمة إلى الهوامش والملاحق والمصادر والفهارس ثم الإخراج والعلامات الفنية في كتابة البحث .
أخيراً أرجو أن يكون هذا الكتاب فيه فائدة لطلبة التاريخ والمهتمين بالبحث التاريخي في الجامعات والمعاهد العربية والقارئ عامة والله ولي التوفيق.
الدكتور : مفيد الزيدي
البريد الالكتروني:[email protected]