المقدمة
الحمد لله الذي هدانا إلى هذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
والصلاة والسلام على خير خلق الله وسيد الأنبياء وخاتمهم محمد المصطفى الأمين وعلى أله والأطهار وصحبه والأخيار ومن والاه.
وبعد فإن عملية التطور العلمي الكبير في مجالات الحياة المختلفة تشهد نمواً سريعاً وازدهاراً خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا وكذلك الحال في مجالات العلوم الإنسانية، إلا أن العلوم التطبيقية كان لها الحظ الأوفر في هذا التطور ، بسبب الحضور المتميز والانتشار الكبير لوسائل التكنولوجيا وإمكانات استخدامها والتي تخدم النشاط الإنساني، وهذا ما هو وارد على صعيد العالم الغربي على وجه الخصوص ، أما على صعيد العالم العربي فقد لوحظ أن هناك نشاطاً متميزاً لباحثيها ومفكريها رغم كل المصاعب التي تواجههم يومياً بسبب قلة وفرة الوسائل التكنولوجية الحديثة مقارنة مع إمكانات العالم الغربي الواسعة في هذا المجال .
ومع هذا النشاط الطموح نجد أن الطالب والدارس العربي يحاول بذل المستحيل من الجهد لمعرفة الجديد في عالم الفكر والبحث، وهنا تبرز عادة مشكلة أسمها المصطلح العلمي
( اللغة الإنجليزية ) حيث يضطر لبذل الجهد والوقت لمعرفة المعاني لهذه المفردات العلمية .
ومن هنا جاءت أهمية المعاجم والقواميس ذات الطابع العام يضمنها الأدبيات العامة أو ذات الطابع العلمي المتخصص لما تحتويها من مصطلحات علمية وفنية في لغتها الأصلية.
أن اتفاق المشتغلين في الحقول العلمية وفي دراستها اللغوية تشكل أهمية في إعطاء مصطلح ما أو كلمة ما دلالة جديدة، لأن هذا الاتفاق سيعطي بالتأكيد للمصطلح معنى جديد يختلف بعض الشيء عن المعنى القاموسي ويضفي عليه دلالة جديدة تختلف عن الدلالة اللغوية المتعارف عليها.
وفي مجالات عملنا في بعض الجامعات العربية ومن خلال تعاملنا اليومي مع الطالب الجامعي أو خارجها مع بعض ذوي الطموح للمعرفة على اختلاف جوانبها، جاءت فكرة أعداد معجم متخصص في العلوم البيولوجية سواء كانت في الجانب الحيواني أو النباتي ، كذلك بعض المفردات الطبية .وقد تطرقنا إلى ذكر بعض المصطلحات الوراثية لما لها من أهمية في الوقت الحاضر خاصة بعد الأطروحات حول مفاهيم الاستنساخ والتجارب الخاصة بها وما تبعها من نقاش وجدل ومؤتمرات عديدة شغلت اهتمام المتتبعين لهذا الموضوع.
لقد كانت عملية إنجاز هذا المعجم تتطلب جمع وأعداد كم هائل من المفردات العلمية من مصادر عربية وأجنبية، تلتها مرحلة تنظيم هذه المعلومات على أساس ترتيباً ألفبائيا ليسهل على الطالب والباحث الكشف والتعرف على معنى المفردة المطلوبة ، ولكي نظفي إضافة جديدة لهذا المعجم تم تدوين بعض المعلومات عن الأمراض الوراثية الأكثر شيوعاً ليستفاد منها القارئ الكريم.
وهنا لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل شكرنا إلى الأستاذ الدكتور عبد اللطيف مولان والدكتور علي حمود السعدي اللذين قاما بتقييم المادة العلمية وإبداء الملاحظات القيمة حولها. وكذلك نتوجه بجزيل بالدعاء بالرحمة والمغفرة إلى الأخ عصام عبد الأمــير الـحلي
( الذي وافته المنية قبل أن يرى المعجم النور ) الذي كان له الدور الكبير في طباعة وتنظيم المسودات وإخراجها بالشكل اللائق.
ويبقى الكمال لله أولاً وأخراً ومهما بذل من جهد في إبراز هذا العمل ونوعيته نكون شاكرين باستقبال أي مقترح أو ملاحظة يقدمها القارئ الكريم للتطوير المستقبلي.
وما التوفيق إلا من عند الله العزيز الحكيم.
الدكتور خالد حسون
