المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد ×، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فكل إنسان يبحث عن المساعدة أو يحتاج إليها في فترة من فترات حياته، ولا يعد هذا نقصا أو قصورا في شخصيته، فكما نقدم المساعدة للآخرين نبحث عنها لدى الآخرين، ولعل الإرشاد النفسي من الخدمات الإنسانية التي تقدم المساندة والدعم النفسي، ويقدم الخدمات التربوية والمهنية بطريقة منظمة ومدروسة ومخطط لها، وبناء على أسس علمية واضحة المعالم ومبنية على اتجاهات نظرية متعددة، تعمل في تعددها عل تكامل النظرة للإنسان.
وقدمت خدمات الإرشاد النفسي منذ فترة طويلة، ولكن أصبحت في الوقت الحالي تقدم بطريقة حديثة وبناء على تفسيرات علمية معاصرة للسلوك البشري وأثره وتأثره بالبيئة المحيطة فيه، ويساعد الإرشاد النفسي الفرد في التعرف على إمكانياته وقدراته وطاقاته واستعداداته وميوله واستغلالها إلى أقصى درجة ممكنة.
يتضمن هذا الكتاب ثمانية فصول يتحدث الفصل الأول عن مفهوم الإرشـاد النفسي والتوجيه النفسي، ويقارن بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي، ويتحدث عن نشأة الإرشاد النفسي وتطوره، وعن الحاجة إلى التوجيه والإرشاد النفسي، كما يتحدث عن مناهج التوجيه والإرشاد النفسي، وعن أهداف التوجيه والإرشاد، ويتضمن الفصل الثاني الحديث عن أسس الإرشاد النفسي وعن أخلاقيات العمل الإرشادي، وعن الخصائص الشخصية للمرشد النفسي، ويتناول الفصل الثالث من هذا الكتاب العملية الإرشادية، وتم فيه الحديث عن نماذج الإرشاد، وكذلك عناصر العملية الإرشادية وعن البيئة الإرشادية وعن العلاقة الإرشادية وخصائصها، وكيف تعمل العلاقة الإرشادية على إحداث التغيير، والحديث عن السلوك غير اللفظي في العلاقة الإرشادية، وعن الجلسات الإرشادية.
وتناول الفصل الرابع مفهوم النظرية في الإرشاد النفسي، وأهمية النظرية الإرشادية، وتم الحديث عن نظريات: التحليل النفسي والنظرية السلوكية ونظرية الذات ونظرية العلاج العقلي الانفعالي. أما الفصل الخامس فقد تحدث عن طرق الإرشاد النفسي ومجالاته وتم تناول طرق الإرشاد التالية: الإرشاد الفردي والإرشاد الجمعي والإرشاد المباشر والإرشاد غير المباشر والإرشاد الانتقائي، وتم الحديث عن مجالات الإرشاد حسب ميدان الدراسة ( الإرشاد الديني والإرشاد العلاجي والإرشاد التربوي والإرشاد المهني والإرشاد الزواجي والإرشاد الأسري)، كما تم الحديث عن مجالات الإرشاد حسب الفئات المستفيدة ( إرشاد الأطفال وإرشاد المراهقين والشباب وإرشاد الكبار والإرشاد التأهيلي وإرشاد الموهوبين)، وتناول الفصل السادس المعلومات اللازمة لعملية الإرشاد ووسائل جمعها، إذ تم الحديث عن المعلومات المطلوب جمعها، وشروط جمعها ومصادرها وتم تناول وسائل جمع المعلومات وهي: المقابلة الإرشادية والملاحظة ودراسة الحالة والاختبارات النفسية.
وتناول الفصل السابع الحديث عن المسؤولية الإرشادية والبرنامج الإرشادي المدرسي، وتم الحديث عن المسؤولية الإرشادية وتعريف المرشد النفسي، كما تم الحديث عن البرنامج الإرشادي المدرسي وما الأسس التي يقوم عليها البرنامج وفوائد البرنامج الإرشادي المدرسي وصفات البرنامج الإرشادي النفسي المدرسي، وتناول الفصل الثامن الإرشاد في الوطن العربي حيث تم الحديث عن تجربة الإرشاد في المملكة العربية السعودية، وتجربة الإرشاد في المملكة الأردنية الهاشمية.
واسأل الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في تقديم هذا الموضوع للمرشدين والأخصائيين النفسيين، وأرجو من الله أن يكون في هذا الكتاب فائدة للمتخصص في مجال الإرشاد والعلاج النفسي.
والله الموفق
المؤلف د. محمـد أحمد المشـاقبة