المقدمة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاﱞﱠ النساء: ١
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ حجرات: ١٣
وبعد فإني احمد لله حمدا يليق بجلال وجهه الكريم وعظيم سلطانه، الذي خلق الإنسان من نفس واحدة وفي أحسن تقويم وجعل منه شعوبا وقبائل ليتعارفوا انسانية ونسبا وصهرا وميز بينهم بالتقوى فاتقوا الله في اخوتكم وأهلكم وقرابتكم.
والصلاة والسلام على اشرف خلقه المبعوث رحمة للعالمين نبينا الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، الذي شرف القدس بزيارته لها بتخطيط وتدبير وأمر وحكمة من الله سبحانه فتبارك بيت المقدس بالمسجد الأقصى وما حوله من أرضٍ ومدن وقرى، والولجة من ضمنها.
إنني وأنا أتذكر حديث الكبار من الأجداد الذي أكدوا أن اهل الولجة تناسلوا من أربعة أخوة حتى وصلوا إلى هذا العدد الكبير، قام البعض ليفرقهم حمايل وعشائر وتبنى البعض هذه الفكرة فانطلقوا يقدسون التقسيم ويفرقون بين أهل البلد في حمائل ويعقدون الاجتماعات لتكريس هذه الفرقة.
لقد كان للولجة وما زال النصيب الأكبر في قلوبنا حبا وتقديرا واحتراما ارضا وسماء وإنسانا وطالما تمنى الكثيرين أن يروا عملا مكتوبا يُعرِّف على قريتنا ويغور في أعماق تاريخها، ويكشف بعض ملامحها ويتحدث عن تُراثها، وعائلاتها.
فجاء هذا العمل الذي اخذ من وقتي الوقت الطويل ليكون تاريخا دقيقا لقريتنا الولجة وجهد متوارث من أهل الخبرة والتجربة، والولجة تستحق وبكل فخر هذا الجهد والتعب الذي قد لا يكون كاملا وشاملا لأن هناك رجال قد طواهم التراب من أصحاب الخبرة والتجربة الذين خبروا تاريخها وحكاياتها لكني وضعت ما توفر من معلومات لتبقى الولجة في قلوب ابناءنا تجمعنا وتوحدنا على قلب رجل واحد.
لقد أردت هذا الكتاب سجلاً ناطقًا لجوانب كثيرة عن الولجة وأبنائها، مبتدئين بحديث عن فلسطين الذي فوجئت بأن تاريخها ناصعا وحضارتها متقدمة فاقت الكثير من الدول العربية في سنوات ما قبل الاحتلال الصهيوني.
لقد ذكرنا أصول عائلات القرية الذين ينتسبون للأشراف من بني حسن بن علي وهجرتهم إلى الولجة والقرى المجاورة ولم اتطرق لموضوع الحمايل لأني لم ارى ضرورة لذلك حيث أن حرصي ينصب على مبدأ أننا اصل واحد وأسرة واحدة والتمسك بالحمايل ليس هدفا بل فرقة تؤثر على تجمعنا وتوحدنا.
لقد تم توثيق الكتاب بصور حقيقية عن فلسطين والقدس ثم الولجة وهي ما حصلت عليه من مواقع فلسطينية ورسائل ارسلت من اهل الولجة، رغم قلتها .
إن تجميع مادة الكتاب ليست سهلة وتحتاج لمشاركة الكثيرين ولذا خصصت عددا من النسح لإرسالها لأصحاب الخبرة ومن لديهم المعلومات التي توارثوها عن ابائهم واجدادهم، لكي يكون للكتاب مشاركة شاملة لأهل قريتنا، أما كبار السن اصحاب الخبرة والدراية فقد فقدنا الكثير منهم.
اذا فهذا الكتاب ليس تأليفا او إبداعا بل جهدا مضنيا جمع سجل الماضي والحاضر ومرجعًا للقارئ الراغب في التعرف على مسيرة قريته التي هي من قرى فلسطين الهامة، ماضيا وحاضرا بأمل أن يسد فراغاً ويُغطي جانبًا من تاريخ قريتنا وتُراثها.
لقد بينا كيف عاش آباؤنا وأجدادنا في بلادهم، وماذا كانت إنجازاتهم وما هي أعمالهم وكيف قضوا أيامهم، ماذا كانوا يأكلون وكيف كانوا يتزوجون ويفرحون ويتعالجون ويتنقلون ، ويلبسون ويزرعون وينشدون.. إلخ.
وختاما فإني احمد لله حمدا كثيرا ان وفقني لإنجاز هذا الكتاب الفكرة التي لازمتني مُدة طويلة من الزمن ليكون تاريخا موثقا – قدر الإمكان- لأبناء قريتنا الولجة في الوطن وفي الشتات.
وأود أن اشير شاكرا هنا أيضا إلى مؤلفي كتاب الولجة الذي نشر عام 1993 من قبل اساتذة أفاضل كان مصدرا مهما للمعلومات المدونة وكذلك كتاب آخر طبعته لقرية ترمسعيا.
لقد أشار الإخوة مؤلفي كتاب الولجة السابق في مقدمتهم إلى اهمية ما جاء فيه من نصوص بالآتي:
ولا يغرب عن فطنة القارئ أننا عمدنا في إعدادنا للموضوعات إلى استخلاص المعلومات من أفواه الشيوخ الذين عاشوا في الولجة وعندهم الدراية والمعرفة، كما كانت بعض الكتب التاريخية والفلسطينية مرجعاً لنا.)
ختاما فإني في هذا الكتاب الجديد اقر بالفضل الكامل لكل الأخوة في مواقع فلسطينية سواء في قريتنا الولجة أو في خارجها ولمؤلفي كتاب الولجة السابق والذي تشرفت بالإشراف على طباعته لما قدموه من معلومات هامة وصور تاريخية.
الجهد متواصل لاستكمال المواضيع التي تخدم الكتاب، مؤكدا إن اي تقصير فهو سهو أو معلومة لم اجد شرحا عنها، لكن ثقتي كبيرة بأن الأهل في كل موقع سيتقبلون جهدنا في هذا الكتاب حيث سيكون قاعدة نبني عليه مستقبلا ما نراه ويراه اهلنا من تحديث ليكون الكتاب وثيقة تاريخية دائمة تخدم وطننا الكبير فلسطين وقريتنا واهلنا.
احتوى هذا الكتاب على ثلاثة أبواب رئيسية وكل منها يتضمن فصولا :
الباب الأول: فلسطين ارض الرسالات
الباب الثاني : القـدس المباركة
الباب الثالث: الولجــة(عائدون بإذن الله)
الفصل الأول: لمحة تاريخية جغرافية لقرية الولجة
الفصل الثاني: التعليم
الفصل الثالث: الحكم العثماني
الفصل الرابع: الولجة الجديدة
الفصل الخامس : الأزياء الشعبية
الفصل السادس: شعراء الولجة
الفصل السابع: عيون المياه في الولجة
الفصل الثامن: المواقع الأثرية في الولجة
الفصل التاسع: الصحة العامة والعلاجات
الفصل العاشر: التراث الشعبي (الأغنية الشعبية)
الفصل الحادي عشر: الحياة الاجتماعية
الفصل الثاني عشر: الحياة الاقتصادية
الفصل الثالث عشر: خيرات الولجة
الفصل الرابع عشر: النضال والشهداء
الفصل الخامس عشر: الأمثال الشعبية والحِكم
الفصل السادس عشر: النكبة والهجرة
الفصل السابع عشر: جمعية الولجة التعاونية
هذه وتعتبر هذه الطبعة لشهر سبتمبر 2017 معدلة ومضاف اليها ما تمت مناقشته مع اخوة من كبار السن واصحاب الخبرة والذين ذكرت أسماءهم في لوحة الشرف تقديرا لمشاركتهم.
ختاماً ارجو ان يصل هذا الكتاب لكل ابناء الولجة في قريتنا وفي الداخل الفلسطيني وفي غربتهم في العالم العربي والعالم الخارجي، مع ثقتي أن هذا العمل قد لا يكون نهائيا أو مبرئا من أي نقص أو خطأ أو تقصير فالكمال لله وحده والأمل في أن اتلقى ملاحظات جادة موثقة من ابناء الولجة أو من جيراننا في القرى المجاورة تثري الكتاب.
وفقكم الله لكل خير
فايز موسى ابوشيخة
هاتف 4650624 009626عمان الأردن
796726009 00962
[email protected]
www.almanahej.com