مقدمة الكتاب
تُعد عملية الاتصال أول عملية مارسها الإنسان منذ إن وجد على وجه البسيطة، إذ بدأ عملية الاتصال بالإشارة والرسم على الجدران (جدران الكهوف التي كانت تُعد بمثابة مأوى له) ثم تطورت عملية الاتصال إلى إن كون عائلة ثم تجمعات سكانية، ومن أمثلتها قرية جرمو في شمال العراق ثم تطورت إلى مدن مثل أريدو حوالي (خمسة ألاف سنة قبل الميلاد) في جنوب البلاد ومن بعدها الوركاء وفيها اخترعت الكتابة في حوالي (ثلاثة ألاف سنة قبل الميلاد) وهي تُعد من التجمعات البشرية الأولى إذ تُعد من الآثار العراقية الخالدة ، والكتابة هو تطور لعملية الاتصال تحول من الإشارات إلى النطق ثم إلى الكتابة وهي نوع من أنواع الاتصال، وتطورت هذه العملية إلى أن أصبحت علم من العلوم المهمة التي تسهم في مساعدة الإنسان في تعلمه وتطويره.
وبعد الاتصال كانت ممارسة الرياضة غير المنظمة من قبل الإنسان القديم، بدوافع اقتصادية وحياتية مختلفة مثل مطاردة الحيوانات من اجل اصطيادها، وكذلك رفع الإثقال مثل الحجارة وجذوع الأشجار لبناء المساكن، والفنون القتالية البدائية للدفاع عن نفسه من الحيوانات المفترسة.
فان التقدم والتطور التكنولوجي الكبير لعلم الاتصال وتطور طرقه وآلاته، جعل الكثير من العلماء والباحثين إن يضعوا نظريات بخصوصه، وكذلك وضعت الكثير من البحوث التي جاءت جميعها من اجل الإنسانية.
لذلك يجب على الأستاذ (التدريسي) إن يكون ملماً بعملية الاتصال في التعليم والرياضة لأنهما مترابطان، وذلك لان الوسائل المساعدة (وسائط الاتصال المساعدة) ستلبي الحاجة وترفع من المستوى التعليمي، وتقلل من الفروق الفردية بين الطلبة، وتساعد الأستاذ (التدريسي) في توضيح بعض المواضيع التي تحتاج إلى تلك الوسائط.
تضمن الكتاب أربعة فصول: تحدث الفصل الأول عن الاتصال وتعريفاته ووسائله ومفهومه ومهاراته وأنواعه، وفوائد كل نوع وعيوبه ومعوقاته، وكذلك عناصر الاتصال.
أما الفصل الثاني فقد تم التطرق فيه إلى الاتصال في التعليم ومفهوم الاتصال التعليمي ومبادئ الاتصال التعليمي الناجح والنقاط العشر التي توضح ذلك، ومعوقات الاتصال التعليمي، الأسس السيكولوجية لعملية التأثير، وكذلك إلى مفهوم وسائط الاتصال التعليمي، وفلسفة الوسائل التعليمية (وسائط الاتصال التعليمي)، وأيضا أهمية الوسائل التعليمية وأهداف الوسائل التعليمية، وفوائد الوسائل التعليمية وأقسامها (السمعية، والمرئية والمختلطة) وكذلك الوسائل العملية (الحركية)، وتصنيف الوسائل التعليمية.
وإما الفصل الثالث فقد تم التطرق فيه إلى أهمية وسائط الاتصال (الوسائل المساعدة) الوسائل التعليمية في الرياضية والإعلام الرياضي وعلاقته بالاتصال وكذلك ملحمة جلجامش وأثارها في الأدب والثقافة والرياضة وفضل الحضارة الرافدينية الأصيلة على العالم اجمع، واثر تلك الملحمة في الاتصال الرياضي.
وفي الفصل الرابع تم التطرق إلى أهم النظريات في علم الاتصال ذات الصلة بالتعليم والرياضة والتي تنظم عملية الاتصال، ووضع المبادئ لكل نوع من أنواع الاتصال.
المؤلفان