مقدمة
لقد أصبح عالم اليوم يعاني من وباء يسمى الضغوط النفسية، ويعرف الضغط النفسي بأنه حالة نفسية وبدنية وشعورية تنتاب البشر جميعا وفي جميع الأعمار، نختبرها نحن البشر عندما نشعر بوجود خطر أو سبب يعرض استقرارنا، أو وجودنا المادي، أو الاجتماعي، أو لمن نرتبط به بعلاقات أسرية أو عاطفية، كما نواجه في حياتنا الخاصة والعامة العديد من الأزمات النفسية ولا تكمن المشكلة في حدوثها بل تكمن في ردود أفعالنا تجاهها وكيفية تعاملنا وإدارتنا لهذه الطوارئ خاصةً وأننا في الزمن الحالي وفي العالم العربي تحديداً بحاجة للاهتمام والرعاية النفسية بكافة الوسائل المتاحة لاحتواء تأثير الكروب والصدمات علينا .
ويحدث الضغط النفسي نتيجة التفاعل النفسي والفيزيولوجي للأحداث التي تسبب اضطراباً في توازن الشخص وما يسبب أعراضاً جسمانية أولها ازدياد في عدد ضربات القلب وازدياد التنفس ,فهناك ثلاثة أجهزة في الجسم تتفاعل مع الضغط النفسي هي الجهاز العصبي التلقائي ونظام الغدد الصماء والنظام العصبي العضلي.
وقد يكون الضغط النفسي إيجابياً، أي أنه يقود إلى خلق تغيرات وتحديات تعود بالنفع على الفرد بحيث تزيد من أدائه وتدفعه إلى المزيد من الثقة بنفسه، أو قد يكون سلبياً، فيترك وراءه العديد من الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية، قد تكون مؤقتة، أو قد تلازمه طيلة حياته، فيعاني من مشكلات صحية واجتماعية كحدوث جلطات القلب .وتتنوع المصادر التي تؤدي إلى الضغط النفسي، فهناك مصادر معروفة يمكن الاستدلال عليها بسهولة، مثل وجود صراع عائلي، أو مرض مزمن وخطير، أو حدوث وفاة أحد الأقارب، أو أزمة مالية، أو أشياء تتعلق بالعمل، أو الطلاق، أو الفشل في تحقيق إنجاز ما وغيرها. وهناك مصادر خفية للضغط النفسي، قد تكون مؤذية تماماً.
ويرجع الاهتمام بتناول الضغوط النفسية من أجل التخفيف من التبعات والتكاليف الباهظة التي تسببها هذه الضغوط للفرد والمجتمع على حد سواء. حيث تأتي هذه التكاليف نتيجة العلاقة الوثيقة بين الضغوط النفسية والعديد من الأمراض الجسمية والاضطرابات النفسية، والغياب عن العمل والاستهداف للحوادث، والصراعات والمشاجرات والسلوكات العدوانية، وسوء التوافق، وغير ذلك من أشكال السلوك والمشكلات التي يتعرض لها الأفراد الذين يعانون من الضغوط النفسية، خاصة أولئك الذين لا يملكون الأساليب والطرق الفنية الإيجابية الملائمة لمواجهتها أو التعايش معها والتقليل من تأثيراتها السلبية إلى أدنى حد ممكن.