المقدمة
الحمد لله وكفى…. وسلام على عباده الذين اصطفى.. وتبارك المنزل على عبده الرَّحْمَنُ ﴿(1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)﴾ (سورة الرحمن الآية: 1-4)
فهذا مختصر رائد في حصر الفوائد ومعرفة كيف تظفر بقراءة كتاب الله الخالد… أقدمه للذين قال عنهم الحق تعالى وكفى أنه أورثه من اصطفى… فميراث الكتاب منحة من القادر الوهاب… وكفى بأهل القرآن فخراً أنهم صفوة الخلق وأحباب الحق جل وعلا… وأهله من الناس… وحسبهم ما قرره التنزل في حقهم:﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾(سورة فاطر الآية: 32)
ومما يسعد به أهل القرآن أن مرتبة علم القرآن سابقة على مرتبة خلق الإنسان.. ومرتبة خلق الإنسان سابقة على مرتبة علم البيان… وعلم البيان ثلاثة انواع:
1. لسان الحال: أي النطق باللسان تعبيراً عما يجيش في الصدر.
2. القلم: به تثبت الحروف فتكوِّن الكلام.
3. الإشارة: وهي الثالثة من أنواع البيان… وبها تتم لذة الإفهام… وصدق الحق جلا وعلا إذ يقول: ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ (سورة مريم الآية: 29)
وهذا المختصر الرائد…. ضمنته فوائد يسعد بها كل مؤمن بكتاب الله متعبد… راكع ساجد، وقد اشتمل الحصر الأول من نوعه لعدد حروف الهجاء… كل حرف منها ورد في القرآن العظيم كم مرة…. وفوائد جليلة سيأتي بيانها… والله تعالى أسأل أن ينفع بها الطالبين والسالكين، وكل من شرح الله تعالى صدره لحفظ كتابه وتدبر معانيه… فينال مرتبة ورثة الكتاب… الذين توعدهم الحق عز شأنه بقوله:﴿ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (سورة فاطر الآية: 30)
وقد أخبر رسول الله أن أهل القرآن همز أهل الله وخاصة وهم خير الخلق بقوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [أخرجه البخاري].
وقال (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة) [أخرجه مسلم].
وهذا الكتاب عبارة عن جهد متواضع لبيان طرق تدريس القرآن وكيفية تلاوته وتجويده وحفظه والوسائل المعينة على ذلك، أسأل الله القدير أن ينفع به الدارسين والمدرسين وكل من وفقه الله تعالى لخدمة كتابه المبين، إنه نعم المولى ونعم المعين.
فطوبى لمن أخذ بالأسباب وأخلص لله في خدمة الكتاب والله حسبى وهو من وراء القصد…
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
خادم القرآن طمعاً في الغفران
محمد محمود عبد الله
