المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
يُعد تدريس العلوم والاهتمام بها، علامة مميزة لتقدم الأمم وتحضرها، ويُعد من القضايا العالمية ذات الاهتمام المتزايد حالياَ، وتطرح قضية عزوف الطلبة عن الاهتمام بالعلوم ودراستها، ووجود اتجاهات سلبية نحو المواد العلمية، العديد من التساؤلات المهمة الجديرة بالاهتمام، من قبيل: هل تدريس العلوم يشبع حاجات واهتمامات الطلبة؟ وهل تدريس العلوم في مدارسنا وجامعاتنا يواكب علوم العصر والمستقبل وتطوراتها المتسارعة ويتناسب مع المعايير العالمية؟
يشير البروفسور توماس براين مدرس العلوم السابق ومدير مركز العلوم والرياضيات وتكنولوجيا التعليم التابع لجامعة بينغهامتون في ولاية نيويورك الأميركية في كتابه بعنوان «علم قوة الدماغ: التدريس والتعلم مع أحداث متناقضة»، الذي صدر عن «الرابطة الوطنية لمعلمي العلوم» في أميركا، وضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعاَ، وتوصي به الرابطة ضمن أفضل مواد لدعم تدريس العلوم- أنه لتحقيق أهداف تدريس العلوم المتمثلة في اكتساب المعرفة العلمية وتطوير اتجاهات وميول ايجابية، واكتساب مهارات عقلية وعملية، وإعداد الفرد إعداداَ علمياً وثقافياً ومهنياً القادر على حل المشكلات والتكيف مع المتغيرات والمستجدات المتسارعة؛ فإنه لابد من أن يكون الطالب هو محور الاهتمام عليه أن يبني المعرفة ويوظفها ويستخدمها، وهذا لا يتم إلا إذا استخدم المعلمون طرق تدريس فعالة تتحدى تصورات الطلبة المسبقة حول المعرفة العلمية، وفهم كيفية عمل الدماغ البشري كجانب مهم من جوانب التعليم الجيد، وأهمية استخدام الحواس المتعددة للطلبة لاستقبال المعلومات ولإشراكهم عاطفيا وإثارة دافعيتهم وحب الاستطلاع لديهم وجذب انتباههم لفترة طويلة، لتنشيط اهتمامهم، وبالتالي يكون التدريس والتعلم أكثر فعالية ويضفي جوا من الحماس والمتعة.
وعليه، جاء هذا الكتاب الذي نقدمه لزملائنا وطلبتنا ، مبوبا في تسعة فصول هي العصف الذهني، والاستقصاء العلمي، وأشكال V، والذكاءات المتعددة، ودورة التعلم، والتعليم المدمج، والتعليم المستند على العقل، وخرائط المفاهيم، والمدخل المنظومي.
وأخيراً ، لا يسعني الإ أن أتقدم بجزيل الشكر للزملاء والباحثين الذين اقتبست واستفدت من نتائج أبحاثهم، والله أسال أن يوفقنا لما فيه الخير والرشاد.
المؤلف
