صعوبات التعلم بين النظرية والتطبيق(برنامج متكامل)

المقدمة
يعد موضوع صعوبات التعلم من المواضيع الحديثة نسبيا في ميدان التربية الخاصة، حيث كان الاهتمام سابقا منصبا على أشكال الإعاقات الأخرى كالإعاقة العقلية والسمعية والبصرية والحركية، ولكن بسبب ظهور مجموعة من الأطفال الأسوياء في نموهم العقلي والسمعي والبصري والحركي ولكنهم يعانون من مشكلات تعليمية فقد بدأ المختصون في التركيز على هذا الجانب بهدف التعرف على مظاهر صعوبات التعلم وخاصة في الجوانب الأكاديمية.
وتكمن الخطورة في مشكلة صعوبات التعلم في كونها مشكلة خفية،فالأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم يكونون عادة أسوياء بحيث لا يستطيع المعلم أو الآهل ملاحظة أي ظواهر شاذة تستوجب تقديم معالجة خاصة ، ولا يجد المعلمون ما يقدمونه سوى نعتهم بالكسل أو اللامبالاة أو التخلف أو الغباء، وبذلك تكون النتيجة الطبيعية لمثل هذه الممارسات تكرار الفشل والرسوب ومن ثم التسرب من المدرسة
ومما يزيد من حدة المشكلة ان حوالي 20% من مجموع التلاميذ في العالم يعانون من أحد أشكال صعوبات التعلم بما يعرف بعسر القراءة الذي يعيق تقدمهم الأكاديمي ويؤدي إلى هدر طاقاتهم وإمكانياتهم وينعكس ذلك في بعض الأحيان على صحتهم وحالتهم النفسية، وقد يؤثر على مستقبلهم العملي.
ويعد هذا الكتاب بداية متواضعة لموضوع مهم يخدم شريحة كبيرة من التلاميذ والآباء والمعلمين والباحثين، حيث احتوى هذا الكتاب على احد عشر فصلا، تناول الفصل الأول : تاريخ صعوبات التعلم و مفهوم صعوبات التعلم و صعوبات التعلم والمفاهيم القريبة منه ومحكات تشخيص التلاميذ ذوي صعوبات التعلم وتناول الفصل الثاني نسبة انتشار صعوبات التعلم وأسباب صعوبات التعلم و خصائص صعوبات التعلم وتصنيف صعوبات التعلم وعلاقة صعوبات التعلم النمائية بصعوبات التعلم الأكاديمية.
أما الفصل الثالث فقد تضمن علم النفس العصبي وصعوبات التعلم و تاريخ علم النفس العصبي وعلم النفس العصبي وصعوبات التعلم و تشريح الجهاز العصبي وإصابات الجهاز العصبي .
جاء الفصل الرابع مشتملا على النظريات المفسرة لصعوبات التعلم مثل النظريات الإدراكية الحركية ونظرية كيفارت (الإدراك الحركي) و نظرية دومان و ديلاكاتو ( الاتجاه العصبي) ونظرية الذاكرة والنظرية الإدراكية ونظرية الإدراك الاجتماعي والانفعالي ونظرية التأخر النضجي.
أما الفصل الخامس فقد احتوى على عرض الدراسات السابقة حسب التسلسل الزمني . وجاء الفصل السادس ليعرض الوسائل والاختبارات الخاصة بصعوبات التعلم حيث تناول الملاحظة الإكلينيكية ودراسة الحالة والاختبارات المقننة واختبارات التكيف الاجتماعي والاختبارات المسحية السريعة
أما الفصل السابع فجاء مشتملا على الاستراتيجيات المستخدمة في تعليم الأطفال ذوي صعوبات التعلم ومنها إستراتيجية التدريب القائم على تحليل المهمة وتبسيطها وإستراتيجية التدريب القائم على العمليات النفسية وإستراتيجية التدريب القائم على تحليل المهمة والعمليات النفسية وإستراتيجية التدريب القائم على الحواس المتعددة وإستراتيجية التدريب النفسي التربوي وإستراتيجية تعديل السلوك المعرفي.
أما الفصل الثامن فقد أحتوى على دور الأسرة في مساعدة التلاميذ ذوي صعوبات التعلم من حيث ردود فعل الوالدين اتجاه أطفالهم ذوي صعوبات التعلم ودور الوالدين تجاه طفلها ذي صعوبات التعلم والتدخل المبكر للأطفال ذوي الصعوبات التعليمية وتدريب والدي الطفل والتواصل مع أسر ذوي صعوبات التعلم.
وتناول الفصل التاسع دور المدرسة في مساعدة التلاميذ ذوي صعوبات التعلم ودور المعلم في مساعدة التلاميذ ذوي صعوبات التعلم ودور مرشد الصف في التعامل مع ذوي صعوبات التعلم ودور معلمة التربية الخاصة في التعامل مع ذوي صعوبات التعلم و إرشادات عامة إلى معلم صعوبات التعلم.
ويحتوي الفصل العاشر على برامج صعوبات التعلم ومنها البرامج التربوية وبرامج الألعاب التربوية والبرامج الفردية الخاصة بصعوبات التعلم وبرامج العاب المحاكاة.
أما الفصل الحادي عشر فقد تضمن تطبيقات لبرامج صعوبات التعلم لتساعد المشرفين على التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.
وأخيرا تأمل الباحثتان أن يسد هذا الكتاب ثغرة في مجال التربية الخاصة في الوطن العربي والعراق على وجه الأخص ويسد فراغ في المكتبة العربية والعراقية والتي ما تزال تفتقر إلى الكثير، وأخيرا نسأل الله ان يوفقنا انه نعم المولى والنصير…..