المقدمة
مما لا شك فيه أن دراسة المستهلك وسلوكه تعتبر من المهام الصعبة والمعقدة والحيوية بنفس الوقت والتي تواجه إدارة المنظمات الأعمال بشكل عام وإدارة التسويق بوجه خاص، لأن المستهلك ووفقاً للمفهوم الحديث للتسويق تحيل المكانة الأولى ويشكل المحور الأساسي للأنشطة التسويقية المختلفة. إن هذه الأنشطة لا يمكن أن يكتب لها النجاح وتحقيق أهداف لم تكن مستندة في تصميمها وإعدادها على فلسفة فهم المستهلك وسلوكه عن طريق معرفة حاجاته ورغباته ومحاولة توفيرها في الوقت، المكان والجودة المناسبة. إن سلوك المستهلك هو سلوكاً إنسانياً يتأثر بحمل العوامل والضغوط التي تؤثر على الفرد سوى كانت عوامل نفسية، اقتصادية، اجتماعية…الخ مما يجعل من التنبؤ بسلوك المستهلك وكيفية اتخاذ قرار شرائه لمختلف السلع والخدمات من المسائل البالغة التعقيد بسبب التداخل والتشابك بين هذه العوامل.
إن دراسة المستهلك وسلوكه لم يحظى بالاهتمام الكافية إلا في وقت متأخر قياسياً بالدراسات المتعلقة بسلوك الفرد الإنساني التي تحتاج للكثير من التطوير والتعمق..إن هذا القصور في دراسة المستهلك وسلوكه وخاصة لدى المدارس السلوكية يعزى إلى النظرة السائدة آنذاك والتي تستند إليها هذه المدارس والتي تعتبر المصدر والأساس لعلم النفس والتي تقول بأن “القرار هو تعبير عن السلوك الإنساني للفرد وعليه فإن بالإمكان التعرف على الفرد خروجاً من سلوكه، إلا أن التطور الذي حصل في المفاهيم التسويقية وصولاً للمفهوم التسويقي الحديث والذي جاء نتيجة الحاجة التي أملتها التطورات المتسارعة للمشاريع الإنتاجية كماً ونوعاً لمواجهات متطلبات السوق أولاً لازدياد حجم المنافسة وتعددها ثانياً مما أدى إلى ظهور الأنشطة التسويقية المختلفة بشكل متلازم برزت الحاجة للبحوث التسويقية وخاصة دراسة المستهلك وسلوكه التي تعتبر من أهم تلك البحوث في الوقت الحاضر حيث أخذت هذه البحوث المكانة المهمة الكبيرة من قبل إدارة منظمات الأعمال (الصناعية، التجارية، الخدمية). بذلك بدأ التركيز أكثر فأكثر على دراسة وتحليل وتفسير الكيفية التي يتصرف بها المستهلك وكيفية اتخاذ قرار شرائه وما هي العوامل التي تؤثر عليه.. مما زاد من الاهتمام الباحثين المختصين في دراسة المستهلك وسلوكه من أجل إعطاء التفسيرات والتحليلات التي تساعد إدارة منظمات الأعمال بشكل عام وإدارة التسويق بشكل خاص على صياغة ووضع برامجها التسويقية المتعددة.
إن هذا الكتاب يتناول هذا الموضوع بأسلوب جديد وحديث باعتماده على المداخل والاتجاهات الحديثة والمتقدمة وخاصة فيما يتعلق بالتفسيرات التحليلات العلمية الحديثة المستندة على الجوانب الكمية الضرورية لقياس سلوك المستهلك، أي أن هذا الكتاب يمثل اتجاهاً حديثاً ومتقدماً في دراسة المستهلك وسلوكه. يقع هذا الكتاب في تسعة فصول حيث يتناول الفصل مداخل دراسة سلوك المستهلك، أما الفصل الثاني فإنه يركز في تناول النماذج الجزئية لدراسة وتفسير سلوك المستهلك، بينما يركز الفصل الثالث على المدخل الكمي الحديث في دراسة سلوك المستهلك، في حين يتناول الفصل الخامس سلوك المستهلك كنظام، أما الفصل السادس فإنه يتناول اثر عناصر المزيج التسويقي على سلوك المستهلك، بينما يتناول الفصل السابع التأثيرات المرجعية للسعر والترويج على سلوك المستهلك في اختيار العلامة التجارية. أما الفصل الثامن فإنه يعالج الجماعات وأثرها على سلوك المستهلك، أما الفصل التاسع فإنه يركز على تناول التجزئة القطاعية لسوق المستهلكين.
نشكر الله الذي وفقنا في وضع هذا الكتاب وإخراجه بالشكل الذي سوف يخدم الطلبة والباحثين وما التوفيق إلا من عند الله.
المؤلفان
