المقدمة
شهد التطور الفكري في المحاسبة منذ نشوئها عبر أربع مراحل، كانت أولاها المرحلة الفنية أو المهنية ثم أعقبتها المرحلة الأكاديمية ثم جاءت المرحلة الثالثة لتدخل فيها مرحلة نظم المعلومات أما المرحلة الرابعة فكانت مرحلة المسؤولية الإجتماعية.
ففي المرحلة الفنية أو المهنية ظهرت نظرية القيد المزدوج عام 1494م وكانت المحاسبة تركز فيها على تسجيل الملاحظات والتعاملات المالية في السجلات وتم تنظيم الحسابات، وفي هذه المرحلة جاء تعريف جمعية المحاسبة الأمريكية (AAA) واصفاً المحاسبة في هذه المرحلة بأنها تعتبر فن التسجيل والتبويب للعمليات والأحداث ذات الطبيعة المالية وتفسير نتائج هذه العمليات والأحداث.
وفي المرحلة الأكاديمية التي بدأت منذ بداية القرن التاسع عشر تم الإهتمام بالمحاسبة بوصفها علم من العلوم الإجتماعية وذلك لسببين رئيسيين: أولهما يتمثل في ظهور الثورة الصناعية وما صاحبها من زيادة الإنتاج والثروة مما دفع الأكاديميين إلى وضع قواعد وأسس للمحافظة على رأس المال والتفرقة بين الدخل ورأس المال، وثانيهما يتمثل في ظهور الشركات المساهمة وما نتج عنها من إنفصال الإدارة عن المالكين (أصحاب رأس المال) للتعبير عن نظرية الوكالة مما أدى إلى وضع فروض تنسجم مع طبيعة نشاطات الشركات المساهمة مثل فرض الشخصية المعنوية وفرض الإستمرارية والدورية والإنسجام فضلاً عن تبني المبادئ المقبولة قبولاً عاماً مثل المقابلة والإفصاح والإعتراف.