المقدمة
النبوة هبة من الله عز وجل، واصطفاء رباني،وأصرٌ ثقيل خص بها الله سبحانه وتعالى أنبياءه الكرام ليكونوا مشاعل نور وهداية يهتدي بها التائهون في درب الحياة،ويقتدي بها الباحثون عن الهداية من البشر.ليكونوا قادة الحضارة الإنسانية على مر السنين، وليوجهوها الوجهة الخيرة، فهم الأسوة الصالحة والأنموذج الرفيع في قومهم،فما عرفت أقوامهم خيراً من هؤلاء الأنبياء صفاءً ونقاءً سريرة، وطيبة قلب،وحرصاً على مصلحة القوم .
إنهم رسل الله منذرين ومبشرين،اصطفاهم الله ليخلصوا البشرية من ظلام الكفر إلى نور الإيمان،حذروا أقوامهم من سخط الله القاهر فوق عباده،وبشروا بجنة عرضها كعرض السموات والأرض أعدت للمتقين الذين يقبلون على فعل الخيرات وينأون بأنفسهم عن ارتكاب الشرور والآثام،فينالوا السعادة في الدنيا والآخرة لقد كان بعث الأنبياء والرسل خلاصاً للبشرية،وليطهر الباريء سبحانه الأرض من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد
وجاء هذا الكتاب ليتناول جوانب مهمة،واضاءات منيرة لحياة هؤلاء الأنبياء والرسل في الأردن،حيث بين دعوتهم وبين مالاقاه هؤلاء الرسل الكرام من مشاق على الأرض الأردنية المباركة التي كانت منذ ولادة التاريخ مهبطاً لهؤلاء الصفوة الخيرة من البشر، وليطلع القاريء على أثر هؤلاء الأنبياء على الحضارة الإنسانية الغابرة والحاضرة.
لقد تعطرت الأرض الأردنية بهؤلاء الأنبياء والرسل وتباركت بمقدمهم كيف لا وهم نذر خير،وبذور إصلاح،بذور خيرة جاءت لتقضي على الشرك لتظل بذور الإيمان موصولة من عهد آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
كما تناول الكتاب مواقف الأنبياء والرسل الكرام وصبرهم وصفاتهم الخيرة الصافية التي لا تشوبها شائبة،كما يبين الكتاب صبرهم على البلاء والابتلاء، والجهود الهائلة التي بذلوها لإقناع أقوامهم في الإيمان بالله إيماناً خالصاً من الشرك .
فجاءت هذه الدراسة الشاملة المستفيضة جامعة لسير الأنبياء والمرسلين الأطهار بعيدة عن الأساطير والروايات الإسرائيلية الحاقدة على رسل الله الكرام .
كما قمنا بالرد على الشبهات والافتراءات والمغالطات التي تناولها بعض المؤرخين بقصد ودون قصد لسيرة هؤلاء الأنبياء الأخيار ورجحنا ما رأيناه صواباً بعيدين عن الهوى والزيع ملتمسين الحق والحقيقة، معتمدين في ذلك على الأخبار الصادقة والكتب التي ألفها التقاة،والمؤرخون الأجلاء .
لقد حرص هذا الكتاب على تحديد أماكن الأنبياء وأماكن دعوتهم فكان حريصاً على عنصر المكان حرصه على عنصر الزمان ليتعايش القاريء مع هؤلاء الأنبياء ويسير معهم أينما حلوا وأينما ارتحلوا،مستدلين على ذلك بالقرآن الكريم والسنة المطهرة وأقوال المؤرخين والمفسرين الذين يعتد بهم .
إن المتتبع لسيرة الأنبياء والمرسلين في هذا الكتاب يدرك أن الأردن كان وما يزال مشعل هدى يهتدي السائرون على درب الإيمان منذ فجر التاريخ وإنه أرض حشد ورباط منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا . وأشكر كل ما قدم لنا المساعدة في هذه الدراسة، وأخص بالذكر الأستاذ جمال أبو كحيل.
والله الموفق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والله من وراء القصد
المؤلفان
فوزي الخطبا و حلمي شقير