المقدمة
تعد السياحة ذات تأثير واضح على كافة مجالات المجتمع الاقتصادي، والاجتماعي والسياسي زانطلاقا من دورها الهام في الموارد المالية للدولة، والإسهام في المشروعات التنموية، وفي تحقيق السلام العالمي بين الدول، والمساعدة في الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى لذلكلابد ان تتكاتف جميع أجهزة المجتمع ومؤسساته الحكومية، والصناعية، السياسية، التعليمية لتحقيق هذا الهدف القومي
وتتسم مصر بأنها من الدول الجاذبة للسياحية لذلك لابد من الاهتمام بالسائح لأنه يمثل مصدر دخل للدولة وهذا يتطلب من الشعب المصري ان يكون على درجة كبيرة من الوعي والتفهم لاهمية السياحة لبلده وان يكون هو نفسه مصدر جذب للسياحة لان حركة السياحة في اي دولة ترتبط بالدرجة الأولي بمستوى ودرجة الوعي السياحي لدى الجماهير داخل الدولة.
لذلك نجد أن انخفاض مستوى الوعي السياحي لدى الموطنين يُعَدُّ أحد المشكلات الأساسية التي تقف أمام زيادة الحركة السياحية في مصر في الوقت ذاته نجد كثير من الدول السياحية فد قامت بنَشر وتنمية هذا الوعي لدى شعوبها.
ونَشر الوعي السياحي يتضمن البدء وبتحديد مفهوم السياحة والعناصر الإيجابية للنشاط السياحي، ثم تحديد المناطق السياحية المختلفة ونوع السياحة المُمَارَس بها.
ان الشخص الواعي هو الذي يَعُلَمُ ويَعرف ويَتقبَل المعلومات ثم يؤمن بما تقبله، كما أن الوعي لدى الأشخاص هو عاملً أساسي في تكوين شخصيتهم حيث انه من خلال تنمية هذا الوعي يبحوا قادرين على الإستفادة من كل العناصر الموجودة في مجتمهم واستيعابها مما يجعلهم يشعرون بأهمية البيئة السياحية التي ينتمون اليها.
وبما أن طفل الروضة فرد من أفراد المجتمع ينتمي إلى البيئة التي يعيش فيها ويتعلم منها، نجد أن للروضة التي يلتحق بها في مراحل نموه المبكره دور حيوي كبير في التنميه المتكاملة من خلال توفير الفرص التي تساعد على إكتساب المعلومات والمهارات، والتي تعمل أيضاً على ربط حياه الأطفال بواقع بيئاتهم مما يساعد على غرس إنتماء الطفل لمجتمعه وبيئته فينشأ محافظاً عليها وعلى ما تمتلكه من مقومات.
من هنا تظهر حتمية البَدء بمرحلة الطفولة المبكرة في تعليم الطفل وإكسابه المهارات التي تسهم في تحقيق انتمائه لمجتمعه وبيئته ولاسيما الوعي السياحي لديه والذي يساعده على ان ينشأ مُدرِكاً لتاريخ وحضارة بلاده، مفتخراً بها، متقَهماً لأهمية السياحة وبذلك يُمكِن إعداد جيل واعٍ بأهداف السياحية قادراً على الاستفادة منها لصالح نفسه ووطنه حيث إنه في هذه السنوات التكوينية توضع البذور الأولي لعوامل الشخصية الإنسانية المتكاملة.
من هذا المنطق استدعي ذلك ضرورة توافر قدراً من الوعي السياحي لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة حتى تُنشئ جيلاً لديه من المعرفة والإدراك؛ ما يُساعِده على معرفة أهمية دروه حتى ولم يكن له صلة مباشرة بمجال السياحة، فالكلمة الطيبة، وحسن المعاملة كلها صفاات يجب أن يتحلى بها كل فرد في المجتمع وعلى الأخص طفل الروضةن فهذه صفات أساسية لنجاح الطفل في التفاعل الاجتماعي مع السائحين الأجانب حتى نترك لهم الانطباع الإيجابي عن معتقداتنا وصفاتنا كشعب عريق له حضارة قديمة.
