المقدمة
تعيش المجتمعات المتطورة اليوم عصر تكنولوجيا المعلومات التي تعتمد على نظم الاتصالات الحديثة عبر الأقمار الصناعية، ونظم معالجة المعلومات المرتبطة بالحاسبات الإلكترونية.
وتعتبر نظم المعلومات هي المستخدم لتكنولوجيا المعلومات المتطورة ولفترة قصيرة مضت وحتى الآن، لا زالت المنشآت تعتبر المكاتب المؤتمتة تؤدي وظيفتها بنظم منفردة، ولقد تغير هذا المفهوم بسرعة كبيرة حيث أن تكنولوجيا الاتصالات قد ربطت بين مختلف أنواع المكاتب بحيث من الممكن أن تتصل الحاسبات الشخصية مع الحاسب الرئيسي بالمنشأة بشكل بسيط جداً.
بعد أن عاش الإنسان عصر الصيد ثم الزراعة ثم انتقلت بعد ذلك إلى الثورة الصناعية منذ منتصف القرن الثامن عشر فلا شك فانه يعيش اليوم عصر ثورة المعلومات بشقيها ونعني بالحاسبات الإلكترونية والاتصالات وأصبحت الحاجة إلى تطوير نظم المعلومات في جميع قطاعات الحياة بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية التي تتزايد يوماً بعد يوم.
والحقيقة التي لا تقبل الشك انه كلما أمكن الإنسان إدخال تطور جديد في مجال تكنولوجيا المعلومات كلما كسب معرفة أو معارف جديدة في صراعه مع التحديات الطبيعية وكلما تمكن من إيجاد وسائل جديدة لحل مشاكل شبه مستعصية.
الإنسان لا تحد طموحاته العلمية والتقنية حدود فتراه كلما أمكنه تحقيق إنجاز كبير تراه يتطلع إلى المزيد من الإنجازات التي كانت تبدو له حتى الماضي القريب درباً من دروب المستحيل وكلما اقتحم سراً من أسرارها ظهرت له تحديات أعظم هذا الصراع المرير بين الإنسان والطبيعة لا ينتهي سواء كان مع الطبيعة وأسرارها أو مع مشاكل الحضارة وكان سلاحه دائماً في مواجهة كل هذه التحديات هو العلم وتطبيقاته “التقنية” ومنها الإلكترونيات بحيث دخلت تقنية الإلكترونيات حياتنا من أوسع أبوابها حتى لا يكاد يخلو أي فرع من فروع المعارف الإنسانية من تطبيقاته والتي يستفاد منها في تحسين أدائها أو للمساعدة على تطويرها إلى الأفضل.
ولقد كانت تقنية الإلكترونيات هي من أكثر الوسائل استخداماً بين الشعوب للوصل إلى الظروف المعيشية الأفضل والحياة الأكثر استقراراً أو ترفاً.
إلا أن الغالبية من شعوب العالم يبدو أنهم ليسوا مهيئين بشكل كاف للتعايش والعمل في ظل هذه التقنيات.
جاء هذا الكتاب ليعطي أفكاراً وتصوراً لتكنولوجيا المعلومات في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين حتى يتسنى لأبنائنا الناطقين بلغة الضاد الاستفادة منها.
تناول هذا الكتاب تسعة فصول يشرح الفصل الأول أساسيات تكنولوجيا المعلومات وبعض المجالات التي أدخلتها هذه التكنولوجيا مع التأكيد على أهمية البنية التحتية للاتصالات في استخدامها بشكل أمثل وأفضل.
أما الفصل الثاني جاء ليعطي نظرة أولية عن المكتب ومستلزماته من تكنولوجيا المعلومات.
وخصص الفصل الثالث لمعالجة البيانات وأنواعها مركزاً على أهميتها .
أما الفصل الرابع فيعطي صورة واضحة عن الأجهزة المستخدمة في تكنولوجيا المعلومات.
وتناول الفصل الخامس البرمجيات المستخدمة في هذه التكنولوجيا
أما الفصل السادس فتطرق إلى شبكات العمل بشكل واسع لبيان أهميتها في الوقت الحاضر في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وناقش الفصل السابع الطرق الكفيلة لحماية البيانات والمعلومات والبرمجيات من الخرق وحمايتها من الفيروسات الحاسوبية المنتشرة في الوقت الحاضر.
أما الفصل الثامن فلقد خصص لإعطاء تصور عن شبكة الإنترنت التي بدأ استخدامها ينتشر بشكل واسع.
أما الفصل التاسع فهو خلاصة مركزة عن تكنولوجيا المعلومات من كتاب Information Technology In business .
وفي نهاية الكتاب عشرة حالات دراسية مترجمة من نفس المصدر أعلاه.
وقد توخى المؤلف الابتعاد عن الترجمة الحرفية للمراجع بحيث يتسنى للقارئ الاستيعاب الجيد للأفكار المطلوب فهمها من هذا الكتاب.
إن هذا الكتاب يعتبر من الكتب الأولى في هذا المجال نظراً لما يتضمنه من معلومات جديدة وحديثة معتمدة على العديد من المصادر التي صدرت في السنوات الخمسة الأخيرة، وراعينا عرض المادة العلمية بطريقة سلسة ومتسلسلة وميسرة ومن هنا فان هذا الكتاب يعتبر مدخلاً جيداً لطلبة قسم الحاسوب ونظم المعلومات للجامعات وكليات المجتمع والمعاهد المتخصصة في البلاد العربية لأنه يتفق مع منهاجها في هذا المجال.
وختاماً فإني أشكر زملائي في قسم الحاسوب ونظم المعلومات في جامعة العلوم التطبيقية لتوفير هذه الفرصة لإعداد هذا الجهد العلمي راجياً من الأساتذة المتخصصين تزويدي بالملاحظات والاقتراحات البناءة للاستفادة منها عند إعادة طباعة هذا الكتاب وجعله أكثر فائدة ودقة كما أشكر جميع الذين أسهموا في عملية المتابعة والطبع.
ومن الله التوفيق
المؤلف