مقدمة الكتاب
إن التطور الذي يحدث في أنحاء المعمورة، والإنفجارات المعرفية والتكنولوجية والسكانية تحتم على أفراد المجتمع أن يتفاعلوا مع هذا التطور باهتمام وايجابية، لما له من تأثير في كثير من مجالات حياة الأفراد؛ لذا على المجتمع أن يطور أفراده القادرين على التكيف، ومواكبة التطورات التي تحدث في المجتمعات المتقدمة، مما يتطلب إعداد الفرد ليكون مواطنا مفكرا، ومبدعا، ومنتجا في مجال تخصصه،بل في مجالات متعددة، ومتمكناً من لغته، ومن لغات اخرى.
فالإنسان يواجه مجموعة غير قليلة من الصعوبات والتحديات التي تعترضه في أثناء رحلة حياته، وكلما نما الإنسان وتقدم في العمر، زادت هذه الصعوبات والتحديات، وتنوعت كماً ونوعا؛ لذا زوده الله سبحانه وتعالى بالمقدرة على ابتكار طرائق واساليب لمواجهة متطلبات الحياة، والتكيف معها، والتغلب على الصعوبات التي تعترضه، بل وتسخيرها لخدمته، وبناء المجتمعات.
ومما لاشك فيه أن اللغة والتفكير من أبرز الألوان التي يستخدمها الإنسان لتساعده على التكيف، وحل مشكلاته، ومواجهة تحديات الحياة، من هنا أولت الكثير من الدول والأنظمة التربوية في العالم اهتمامها بضرورة مساعدة الفرد على اكتساب المفاهيم اللغوية، واتقانها وربطها بمهارات التفكير العلمي.
لتحقيق هذه الغاية، وتطوير قدرات الافراد في اللغة والتفكير ينبغي الاستفادة من أفكار المدارس الفلسفية ومبادئها، ونظريات التعلم الحديثة، وتطبيقاتها التربوية التي اشتق منها الكثير من طرائق التدريس واستراتيجياته التي أسهمت- ولاتزال- بإعداد جيل منتج للمعرفة العلمية لامستهلك لها فقط، في ظل التوجه العالمي الجديد الاقتصاد المعرفي الذي اقترن ظهوره بالعولمة والتقدم التكنولوجي وأخذ يفرض ظلاله على المناهج التربوية والتعلم والتعليم.
لقد حاول مؤلف الكتاب تقديم الجانب اللغوي الأصيل المتمثل في قواعد لغتنا العربية الحبيبة في النحو والإملاء والترقيم ؛ ليقدمه في ثوب من الحداثة متمثلة في الجانب الوظيفي للغة، متكاملة في مهاراتها بنصوص ادبية من تراث امتنا البلاغي الانساني الغزير.
لقد تم اختيار موضوعات نحوية شائعة الاستخدام في الاستعمال اللغوي المحكي والمكتوب، وما تحتاج إليه الكتابة من مهارات في صحة الإملاء وسلامة استخدام علامات الترقيم، فيجد القارئ في محتوى الكتاب موضوعات نحوية في باب، وموضوعات سلامة الكتابة في باب آخر وعلامات الترقيم ومواضع استعمالها في باب ثالث، وقد استند في عرض المحتوى إلى محاولة توافر مقروئية ناجحة واشراكية فاعلة. في كثرة التطبيقات المحلولة، والأنشطة التي تستجيب لمهارات التفكير العليا، التطبيق، التحليل، التركيب لتنمية هذه المهارات، وتطوير قدرات التفكير الناقد والابداعي في أسئلة سابرة وأنشطة عقلية
نأمل أن يسهم الكتاب في معالجة الضعف الذي يعانيه الفرد المثقف العربي، فيجد في هذا الكتاب ما يسعى إلى معرفته القارئ العربي على مستوياته الثقافية المختلفة لقد ضم الكتاب مدخلا وثلاثة أبواب موزعة على أحد عشر فصلاً وقد جاء العرض كالاتي :
الباب الاول: النحو العربي
ويضم ثلاثة فصول:
الفصل الأول:علم النحو.
الفصل الثاني: استراتيجيات تدريس النحو.
الفصل الثالث: نماذج لموضوعات نحوية.
الباب الثاني: الأساليب النحوية
ويضم عشرة أساليب هي: الاستفهام، الأمر، النهي، الدعاء، النفي، الاستثناء، التقديم والتأخير، التوكيد، التعجب، الإغراء، التحذير، الاختصاص.
الباب الثالث: الإملاء (الرسم الكتابي)
ويضم خمسة فصول:
الفصل الاول: مفهوم الاملاء وأغراضه وأنواعه وطرائق تدريسه.
الفصل الثاني: قواعد الاملاء ترتيب الحروف العربية ، وكتابة الهمزة.
الفصل الثالث: قواعد زيادة الحروف.
الفصل الرابع:تذكير العدد وتانيثه.
الفصل الخامس: الأخطاء الإملائية واللغوية.
الباب الثالث: الترقيم
ويضم أربعة فصول:
الفصل الأول: علامات الترقيم القديمة والحديثة.
الفصل الثاني: قواعد علامات الترقيم.
الفصل الثالث: النظام الصوتي للحروف العربية.
الفصل الرابع: استعمال المعجم العربي.
وأخيرا يعتذر المؤلف عن كل هفوة أو خطأ غير مقصود أو سبق قلم، تضمنه الكتاب، ودأب الإنسان الخطأ، وقد جُبل عليه، وقد أحسن من قال:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
المؤلف
