الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على معلم البشرية وهادي الإنسانية نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإن بلاء التدخين الذي انزلق فيه كثيرٌ من الناس بقدر وضوح أخطاره وأضراره بحيث لا يمتري بشأنه من كان عنده أدنى مسكة من عقل، إلا أن زحفه نحو الناس لا يزال مستمراً، وأعداد المدخنين تتوالى يوماً بعد آخر.
ما من شك.ـ أيها القارئ الكريم، أن التدخين فعل قبيح وعمل محرم، ولا يمتري في ذلك أيُّ أحد، خاصة وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ما تنطوي عليه السجائر من السموم القاتلة المسببة للأمراض البشعة، ولم يعد مكانٌ لذلك الجدل العقيم الذي يعتذر به بعض المدخنين حين يقول إن التدخين ليس محرماً أو يقول: (إن التدخين مكروه وليس حراماً، ونحو هذه الأعذار).
ولو قلنا لأي عاقل: في أي نوعي المطعومات أو الأشياء تصنف السجائر؟ في الطيبات أم في الخبائث، لكان الجواب واحداً، وهو أن السجائر من الخبائث في ذاتها وفي ريحها وطعمها وما يترتب عليها، وقد قال الله تعالى: {يسألونك ماذا أُحِلَّ لهم قل أُحلَّ لكم الطيبات} المائدة، الآية: 4.
ولا ريب أن شريعة الإسلام قد جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وإلغاء المفاسد وتقليلها، ولم يعد خافياً أن التدخين طريق مؤدِ للهلاك الشنيع، والله سبحانه يقول: }ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً{ النساء، الآية 29. ويقول جلَّ وعلا: }ولا تلقوا بأيديكم إلى التَّهلُكة{البقرة، الآية: 195.
أن ضرر التدخين واضح جلي لا يرتاب فيه مرتاب، وقد قال النبي الكريم (r):(” لا ضرر ولا ضرار)” رواه أحمد وابن ماجة وغيرهما.
