المقدمة
الخط والكتابة هما من سمات الحضارة الإنسانية وكان لظهورهما شأن كبير في حياة الإنسان. فيمكن القول أن الكتابة عندما ظهرت لأول مرة قد وضعت الحد الفاصل بين عصور طويلة وسحيقة عاشها الإنسان قبل معرفته للكتابة، وقد عرفت تلك العصور بعصور ما قبل التاريخ، إذن الكتابة هي التاريخ، ولا زالت الدراسات الآثارية التي تبحث بعصور ما قبل التاريخ من خلال المقارنة والاستنتاج، في حين العصور التاريخية، وخاصة بعد معرفة الإنسان للكتابة منذ الألف الرابع قبل الميلاد، أي قبل ستة آلاف سنة من الآن، واعتمدت الدراسات على حل رموز الكتابة المسمارية خلال العصور السومرية والأكدية والبابلية والاشورية. وقد قامت بعد الاشوريين حضارات عرفت بالحضارات العربية منذ القرن الثاني قبل الميلاد مثل الحضر في الشمال الغربي من العراق وقد كتبوا بالخط الآرامي حيث تميز هذا الخط بمميزات خاصة مغايرة للخط المسماري الذي كان سائداً قبل الخط الآرامي وجاء بعده الخط النبطي الذي انحدر عن الخط الآرامي وفي نهايات فترة الأنباط ظهرت بدايات الخط العربي وهو موضوعنا الرئيسي.
المؤلف
الاستاذ الدكتور ناهض القيسي
