مقدمة
حظيت بغداد بعشق قلوب العلماء والأدباء والمتصوفة، وهي أم المدائن ومركز العلم والعلماء وقبلة الرحالة وكعبة القصاد وأم البساتين والمكتبات والروايات والأساطير والقصص الخالية ولها صورة جميلة في عيون العامة، جميلة في نفوس، وممتعة في الأسماع، ناظرة في الروح واللسان، وصفها الأدباء والشعراء والفضلاء ببلاغة الالفاظ وحلاوة العبارات ورقة الكلمات وقالوا فيها ((بغداد جنة الأرض، ومدينة السلام، وقية الإسلام، ومجمع الرافدين وغرة البلاد، وعين العراق، ودار الخلافة، ومجمع المحاسن والطيبات، ومعدن الظرائف واللطائف))
وامتدح حضارة بغداد نخبة من المؤرخين والكتاب والأدباء ونعتوها بأوصاف تمجدها وتقدس ارضها وموقعها على نهر دجلة وطيب مناخها وكرم اهلها وعاداتهم وتقاليدهم العريقة، وأخلاقهم، ونباتهم، فوصفها ابن غالب الغرناطي وقارن أهل الاندلس وأشبههم بذكاء وعقول بغداد بقوله ((بغدداديون في نباتهم وذكائهم وحسن نظرهم وجودة قرائحهم ولطافة أذهانهم و حدة أفكارهم ونفوذهم وخواطرهم وظرائفهم ونئافتهم))
أما خطة الكتاب فتتركز على اختيار وإدخال نصوص فريدة من وممتعة من بطون المصادر الأولية المشرقة والأندلسية في الجانب الثفاقي، والاجتماعي، والاقتصادي، والفني، والحضاري، بأسلوب منهجي إبداعي يليق بمكانة الحضاريتين المميزتين بغداد وقرطبة، وانعكاس تلك النصوص على النهضة الفكرية خلال القرنين الثالث والرابع.
نسال الله التوفيق لخدمة تراثنا الإسلامي المشرقي والأندلسي مفخرة جهود بناة الحضارة الإنسانية والله الموفق والمعين
المؤلف: أ.د محمد بشير حسن راضي العامري
بغداد 1436 هجري/2014 م