مقدمة
لقد كنا نستغرب الفكرة التي تنادي بإعداد كتاب معين في اللغة العربية لغير المتخصصين في مرحلة التعليم الجامعي، ويعود سبب هذا الاستغراب إلى قناعة مفادها إلى الطالب الجامعي مرتبط بالمكتبة لا بالكتاب المنهجي، فنحن نؤمن أن التحصيل العلمي لطالب الجامعة، لا يتحقق على نحو مفيد بالرجوع إلى المكتبة، والإفادة منها، فتلك وسيلة تتيح للطالب أن يجيد استعمال الكتاب، وأن يعرف كيف يجد ضالته العلمية، وأن يلمّ بالآراء والمسائل العلمية التي تهمه.
وتبين لنا من خلال الخبرة بواقع طلابنا غير المتخصصين في العربية، والوقوف على مستواهم في لغتهم، أن هذا الواقع يتطلب وجود كتاب جامع لفروع اللغة، يمدّ طالب العلم بطاقة علمية تصله بلغته وتفتح عينيه على أساليب التعبير فيها. ويكون هذا الكتاب نفسه حافزاً يحفز الطالب إلى توثيق صلته بالمكتبة، تعزيزاً للمادة العلمية التي يتضمنها، ويعالج قضاياها ومسائلها.
ومن هنا، جاء هذا الكتاب الذي نقدِّمه إلى طلابنا، ونبسط فيه موضوعات في اللغة والنحو والأدب، وهي موضوعات كفيلة –إذا أحسن فهمها- أن تزود الطالب الجامعي بزاد من الثقافة اللغوية يُمكّنه من إجادة التركيب والتعبير.
وتتنازع كتابنا هذه ستة فصول خُصَّ أولها بالقضايا اللغوية وتناول الثاني طائفة من القضايا النحوية التي ينتفع بها الطالب في حياته العلمية والعملية، ويتضمن الفصل الثالث نصوصا من القرآن الكريم والحديث النبوي ومن الشعر الجاهلي والأدب الأموي شعراً وخطابة، واستأثر الفصل الرابع بطائفة من نصوص الأدب العباسي شعره ونثره وجعل الفصلان الخامس والسادس للأدب الحديث شعراً وقصة. وقد راعينا في هذه النصوص المختارة أن تمثّل العصور الأدبية منذ الجاهلية إلى عصرنا، ليقف الطالب من خلالها على تنوع أساليب التعبير في لغته العربية، ويستمدّ منها مهارات لغوية جديدة.
ولا يفوتنا بعد هذا، أن نهمس في آذان طلابنا، بأن الكتاب المقرر لا يغني عن الرجوع إلى المكتبة، للتثبت من المعلومات التي يتضمنها هذا الكتاب، والتوسع فيها والاطلاع على الآراء المختلفة في المسألة العلمية، والإفادة من جهود العلماء في مجالات العربية.
والله من وراء القصد
المؤلفون