المقدمة
ما المقصود بالكون هنا؟ إنه بلا شك مفهوم واسع ومعقد ولكن ما نقصده هنا هو المكان والزمان الموجودين في الفضاء الخارجي والقابلين للمراقبة والرصد والمشاهدة والخاضعين للقياس ولقوانين طبيعية وفيزيائية جوهرية، دون أن يكون فيه عناصر مطلقة ، أي هو ذلك الجزء المرئي والملموس والمكون من مجموعة من الأكداس والحشود من المجرات الصغيرة والكبيرة ، القريبة والبعيدة جداً، والتي تعد بالمليارات، وفي كل مجرة هناك مليارات النجوم والكواكب وغيرها من الأجرام والغازات والأغبرة الكونية، وما شمسنا سوى نجم صغير ومتواضع من بين 200 مليار نجمة في مجرتنا درب التبانة وحدها وربما أكثر من ذلك بكثير فهذا مجرد رقم تقديري، وكوكبنا ليس سوى حبة صغيرة ملحقة تدور في فلك الشمس من بين مليارات الكواكب السيارة التي يعج بها الكون، ولا تزيد عن جزء من مليار من قطرة ماء مقارنة بكميات مياه البحار والمحيطات في الأرض برمتها.
ينبغي أولاً استعراض التطورات الأخيرة للكون وجذورها التاريخية. فموضوع ولادة الكون أو بدايته كانت موضوع نقاشات عديدة ومعمقة، وكان هذا الموضوع حكراً على الأديان، لاسيما الأديان السماوية المنزلة التي تتفق فيما بينها على صيغة أن الكون ولد في لحظة محددة في ماضي ليس بالبعيد ويترتب على ذلك ضرورة وجود ” العلة الأولى أو السبب الأول ” الذي يفسر وجود الكون. وقد قدرت الكنيسة الرسمية، استناداً إلى ما ورد في الكتب المقدسة، أن الكون ولد قبل خمسة آلاف سنة من ميلاد السيد المسيح كما جاء في سفر التكوين في العهد القديم، وهو الأمر الذي يختلف جوهرياً وكلياً مع التواريخ التي يقدمها علماء الآثار إلا إذا لجأنا إلى ما يمسى برمزية الأرقام والتواريخ وأن اليوم لا يعني بالضرورة اليوم الأرضي الذي نعرفه. سبق لفلاسفة كبار أن تصدوا لموضوع الكون مثل أرسطو وبطليموس وعمانويل كانط في كتابه ” نقد العقل المحض” المنشور سنة 1781 .وقد أشار عمانويل كانط إلى أنه قد يكون للكون لحظة بداية إلا أن هناك زمن لانهائي سبقه وكان موجوداً قبله ومستقلاً عنه سماه بالزمن المطلق، أما زمن الكون منذ لحظة ولادته فهو الزمن النسبي.
وقد علق القديس أوغسطين على تساؤل بهذا الصدد وهو:” ماذا كان يفعل الله قبل خلق الكون؟” فرد بسخرية:” ربما كان يحضر الجحيم للذين يطرحون مثل هذا السؤال”.
جاءت نظريات الفيزياء الحديثة لتقدم أجوبة تقريبية ونسبية ونظرية للبت في أصل الكون وعمره ومصيره منذ بدايات القرن العشرين أشهرها نظرية النسبية لآينشتين وماتلاها. وحدثت انعطافة تاريخية سنة 1929 عندما اكتشف العالم إدوين هيوبل Edwin Hubble ظاهرة توسع وتمدد الكون مما يعني أن محتويات الكون كانت قريبة لبعضها البعض في الماضي السحيق الذي يعود إلى 10 أو 20 مليار سنة وكانت كثافة الكون لامحدودة الأمر الذي أعاد موضوع عمر الكون وولادته إلى طاولة البحث العلمي البحت.
ومن هنا برز مفهوم أو مصطلح الانفجار العظيم” Big Bang “، عندما كان الكون لامتناهي في صغره ولامتناهي في كثافته. وإذا قبلنا وجود «حالة” ما قبل البيغ بانغ أي الانفجار العظيم، ثابتة ومستقرة للكون، فهذا يعني بنظر القديس أوغسطين أن هناك كائن خارج الكون هو الذي فرض عملية التغيير والحركة التي نشأت أياً كان شكلها وتسميتها لأنه لم تكن توجد أية ضرورة فيزيائية للتغير بدون محفز أو حافز عملي نسبه أوغسطين إلى الله. ثم جاءت النظريات العلمية في الفيزياء الفلكية لتقدم البديل العلمي للطرح والتفسير الثيولوجي أو الديني. وستكون هذه الأطروحات والمواضيع هي محتوى الكتاب مطروحة باختصار وتبسيط شديد قدر الإمكان لتكون أقرب للفهم والاستيعاب من قبل الجميع.
تم إضافة “كون مرئي وأكوان – خفية نظرات في اطروحة الاكوان المتعددة (الجزء الثاني)” إلى سلة مشترياتك. عرض السلة
الكون اصله ومصيرة نظرات بين العلم والاعتقاد والخرافة
$25.00
عدد الصفحات: 328
سنة الطبع: 2018
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 1
لون الطباعة: ازرق
القياس (سم): 17×24
الوزن (كغم): 0.610
الباركود: 9789957186616
الوزن | 610 جرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
التصنيفات: الجيولوجيا وعلوم الأرض والبيئة, العلمية
الوصف
منتجات ذات صلة
أساسيات الكيمياء العضوية وتطبيقاتها
$18.00
التحليل الأحصائي لاستبيانات الدراسات والبحوث – استخدام حزمة IBM SPSS
$10.00
التعليم الإلكتروني E-LEARNING
$10.00
العقار ومواد البناء – دليل اختيار الأرض والتصميم والتنفيذ
المحافظة على سلامة الأطعمة وقيمتها الغذائية
$15.00
تطبيقات في الاحصاء التطبيقي استخدام Minitab 17
$15.00
خدمة الأغذية والمشروبات
$12.50