المقدمة
لعب الإعلام بوسائله كافة… صحافة وإذاعة وتلفزيون وفضائيات مباشرة وانترنيت… وغيرها دوراً مباشراً في توجيه الرأي العام والتأثير عليه، وإثراء الفكر وإطلاع الجمهور على القضايا التي تدور في العالم وإغنائه بمعارف وثقافات الشعوب وحضارتها.
ولعبت الفنون بمختلف مذاهبها وأشكالها هي الأخرى دورها الإتصالي (الثقافي) في التعارف والتقارب والاحتكاك بتجارب الحضارات من فنون راقية ومهارات في الأداء والتشكيل. ويعد (فن الكاريكاتير) من الفنون الحديثة والتي لها سمات شعبية معاصرة ذلك لأن الرسومات الهزلية الضاحكة تكاد تكون وسيلة ناجحة في التأثير ليس بقصد الضحك بل لإثارة قضية أو موضوع هادف. هذا الفن الساخر الذي يبذر البسمات في داخلنا والذي يسخر من المشاكل التي نواجهها قد رسخ الصلات بين الصحافة والفن التشكيلي وهو إن كان في الماضي قد وظف في مضمار النقد الإجتماعي فقد صار فناً تعبوياً وسلاحاً في فضح الأنظمة الفاسدة وفي التوعية الوطنية ورفض السلبيات والسخرية من الواقع الراهن برسم كاريكاتوري يغني عن الآلاف من الكلمات.
لقد اعتبره الفنان العالمي (سلفادور دالي) “أنه فن المستقبل” وهو الذي يجمع بين الإبتسامة التي تخفف من الأعباء الجديدة التي يفرضها طغيان التقنية في شتى مجالات الحياة.
لقد أصبح الرسم الكاريكاتيري ضرورة ملحة تترك له مساحات كبيرة في المجلات والصحف ليكون واحة ضليلة وسط المقالات والتحقيقات والأخبار إذ يعمل على تحقيق أهدافه باللجوء الى تحريك العواطف لدى الرأي العام ومن ثم التأثير فيها والتحكم بها.
وتجد أن العديد من المحررين العاملين في الصحف والمجلات يستعينون بالرسوم الكاريكاتورية لدعم الآراء العامة مع القضايا الوطنية أو المحلية أو ضدها، وبذلك تجد الأغلبية من القراء متلهفاً للكاريكاتير لقدرته على إضفاء جو من المرح والضحك في حياتنا اليومية وخلق التسلية بالإضافة الى أفكاره اللاذعة ونقده البناء.
لذا وجد المحرر مجد الهاشمي أن يحمل كتابه هذا عنوان (الكاريكاتير فن الحياة) ليكون متميزاً بين الكتب الأكاديمية والثقافية على أن يجد القارئ فيه بعض الترفيه والمتعة.. والضحك.