المقدمة
يهتم هذا الكتاب بحقل تصب فيه كل الجهود العلمية والتطبيقّية الحديثة، كما تتنوع فيه التخصصات ، وترتبط بمضامينه الإنجازات الإنسانية والحضارية في مجالات نظم المعلومات المحوسبة ، شبكات الاتصالات ، تكنولوجيا الذكاء الصناعي ، النظم الخبيرة ، وشبكات الكمبيوتر العصبّية ، إلى غير ذلك من تطبيقات التكنولوجيا المعلوماتية التي تعيد صياغة المجتمع الإنساني مع إطلالة القرن الواحد والعشرين .
بالإضافة إلى تركيز الكتاب على المسائل المنهجّية والعملية والتقنّية والنظرية لتحليل وتصميم وتطوير وتشغيل وتقييم نظم المعلومات المحوسبة –
Computer- Based Information Systems، وفي مقدمتها بالطبع نظم المعلومات الإدارية (MIS). وانطلاقاً من التركيز والتمييز المنهجي ما بين التأصيل النظري الأكاديمي لحقل نظم المعلومات من ناحية والمنهج المنطقي العملي في كيفية تحقيق هذه النظم وفي كيفية إنتاجها وتطويرها من ناحية أخرى ، تناول الكتاب بفصوله المتعددة المسائل النظرية والتقنية والمنهجية على مستوى واحد من الدراسة والتحليل وذلك كمحاولة لسد الفجوّة، واستكمال النقص الذي وقعت فيه جهود علمية وأكاديمية جادة لم تتناول نظم المعلومات المحوسبة ومنها (MIS) بأبعادها المختلفة ، وبأنواعها وتطبيقاتها ، وبمناهج تطويرها.
إنَّ من الضروري بمكان وخاصةً في حقل نظم المعلومات الإدارية المحوسبة معالجة إشكاليات تحليل وتصميم النظم ودراسة الأدوات التي يستخدمها محلل النظم في عملية تطوير وبناء نظم المعلومات، وبالذات أدوات هندسة البرامجيات Computer – Aided Software Engineering، والأساسي التقني الأصلي الذي تستند عليه باعتبار أن هذه الأدوات هي أثمن ما يملكه محلل ومصمم النظم .
وقد تمَّ تخصيص أكبر فصلين في الكتاب لدراسة تقنيّات تحليل وتصميم النظم، ومنهجيات تطوير وبناء نظم المعلومات الإدارية المحوسبة. فضلاً عن ذلك ، حاول الباحث عند تأليف هذا الكتاب تغطية كل المفردات المنهجيّة الأساسية التي يتم دراستها في كل من مساق نظم المعلومات الإدارية (MIS) ، ومساق تحليل وتصميم النظم، بحيث يمكن القول أن هذا الكتاب يعتبر عملاً أكاديمياً مفيداً ومهماً لكل الدارسين لحقل نظم المعلومات الإدارية المحوسّبة في كليات العلوم الإدارية والدارسين لحقل تحليل وتصميم النظم في أقسام الحاسوب ونظم المعلومات المحوسبة . كما يتوّجه الكتاب إلى المختصّين والمدراء المهتمّين بتطبيقات نظم المعلومات الإدارية المحوسبة باعتبارها الإطار العام والتكوين الشامل الذي يضّم كل أنواع نظم المعلومات المحوسّبة في مجالات أنشطة الأعمال، المال والاقتصاد محلياً ودولياً.
ويأمل الباحث أن يكون قد وُفِقّ في تقديم مادة نظرية وعملية رصينة تفيد الدارس وطالب العلم في جامعاتنا العربية . ويأسف إذا ما قصرّ ولم يستفيض في تناول مفردات أو قضايا بعينها تاركاً المجال لمن سيكتب لاحقاً في هذا الحقل المُضني والشاق.
سائلين الله عزَّ وجل الخير والسداد والفلاح
المـؤلـف