المقدمة
الحمد لله ربِّ العظمة والكبرياء، والعزة والبقاء والرفعة والعلاء والمجد والثناء، الحمد لله الذي منَّ علينا بالإيمان ووفقنا لأداء الطاعات، والصلاة والسلام على محمد المؤيد بأفضل المعجزات وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
فهذا الكتاب: عهد رسول الله صلى الله علية وسلم – السيرة والغزوات يتضمن فصلين:
الفصل الأول تتضمن سيرة رسول الله صلى الله علية وسلم الذي جاءت البشرى بقدومه في الكتب السماوية وعلم ذلك علماء أهل الكتاب فمنهم من أقر بذلك كالراهب بحيرى ومنهم من أنكر ذلك حقداً وحسداً كعلماء اليهود رغم ثقتهم بقدومه.
إن دعوة رسول الله صلى الله علية وسلم كانت معجزة علمية لا خيال فيها ولا سحر ولا كذب ولننظر إلى قول النضر بن الحارث ينصح قريشاً قائلاً “يا معشر قريش، إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً، أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثاً وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونفثهم وسمعنا سجعهم، وقلتم شاعر، لا والله ما هو بشاعر، فقد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه وقلتم مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون، فما هو بوسوسته.
يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم.
لكن قريش رغم كل ذلك تصدت له وحاربته ولم تصدقه، وسعت بكل الوسائل لإيذائه وصحبه.
صبر سول الله صلى الله علية وسلم والمؤمنون على أهل الباطل في مكة وتحملوا العذاب والتنكيل بأجسامهم وبمصالحهم لسنين. فما حولهم العذاب عن فكرتهم ولا ثناهم عن عزمهم.
هذا هو رسول الله صلى الله علية وسلم كان خلقه القرآن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقف عند حدوده، جعل نفسه المثل الأعلى في مظاهر التحرر فكان ينهى المسلمون عن تعظيمه فيقول “لا تعظموني كما تعظم الأعاجم ملوكها”، كان عليه الصلاة والسلام كما وصفته عائشة رضي الله عنها “لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا يجزئ السيئة بالسيئة، ولكن يعفوا ويصفح وما ضرب بيده شيئاً قط ولا ضرب امرأة ولا خادماً، إلا أن يضرب في سبيل الله، ولا سئل شيئاً قط فمنعه إلا أن يسئل مأثماً، ولا انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله.
الفصل الثاني: الغزوات في عهد رسول الله صلى الله علية وسلم حيث انتشر الإسلام في المدينة وأقبل الناس على الدين الإسلامي أفواجاً يتلقون القرآن ومبادئ الإسلام ورباهم عليه الصلاة والسلام في مسجده على الإخلاص والطاعة والصدق والأمانة ولما اطمأن إلى تربية أصحابه بعثهم إلى الآفاق مع السلاح أو بدونه يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
فكانت السرايا والغزوات إلى أنحاء الجزيرة العربية وفتح مكة.
هذا ما وفقني الله لإنجازه وحسبي من ذلك إني أردت بعملي هذا إبراز حقيقة الجهاد الإسلامي وغايته النبيلة وتميز المسلمون بأخلاقهم وغيرة قادتهم على الأرض الإسلامية وعلى المسلمين وتصديهم لأي طامع يريد استباحة الأرض والعرض.
أسال الله أن يتمم لنا الخيرات، ويختم لنا بالصالحات وأن يجعل هذا الجهد المتواضع في ميزان حسناتنا وأن يديم النفع به للمسلمين كافة.. إنه نعم المولى ونعم السميع.
فايز موسى أبو شيخة