العالم العربي في الالفية الجديدة قضايا وأفاق

المقدمة:
سعت الدول العربية خلال العقود الخمس المنصرمة إلى تعزيز استقلالها السياسي بتحقيق التنمية بأبعادها المختلفة، من خلال تبني البرامج والخطط التنموية الهادفة إلى بناء الهياكل الاقتصادية المتينة وتحقيق التنمية البشرية وحماية البيئة، والارتقاء بمستوى معيشة مواطنيها، من خلال مساهمة القطاعات المختلفة الثلاث القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني الذي أخذ يلعب دوراً فاعلاً في التنمية خلال العقدين المنصرمين.
ومع مطلع القرن الحادي والعشرين شهد العالم العربي جملة من المتغيرات الدولية والإقليمية التي كان لها تأثيرات بالغة على مسارات التنمية في الدول العربية، وأثرت بصورة كبيرة على حياة الإنسان العربي ونمط معيشته وعلى سلوك مواطنيه خصوصاً الفئات الشابة التي باتت عاطلة عن العمل.
يبحث هذا الكتاب في قضايا مختلفة ترتبط بجوانب بيئية وأمنية وبشرية ومؤسسية في ظل بيئة عالمية متغيرة أثرت على العملية التنموية في عالمنا العربية، وقد قسم الكتاب إلى سبع فصول، تناول الفصل الأول قياس التنمية البشرية في الدول العربية من خلال مؤشر دليل التنمية البشرية الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يصنف الدول وفق أربع مستويات للتنمية البشرية البحث العلمي والتطوير في الوطن العربي، من حيث مدخلاته ومخرجاته والتحديات التي تواجهه ، بينما ركز الفصل الثاني على التنمية العربية في ظل عالم متغير، تم فيه بيان العوامل المؤثرة في التنمية وأثارها وسبل مواجهة تلك الأثار. وتناول الفصل الثالث موضوع الحكم الصالح في العالم العربي ومؤشراته وسبل تحقيقه، وناقش الفصل الرابع المنظمات غير الحكومية العربية ودورها الإنمائي، مبيناً المعوقات والتحديات التي تواجه عمل تلك المنظمات وسبل مواجهتها.
بينما ركز الفصل الخامس على التدهور البيئي من حيث أسبابه وانعكاساته الاقتصادية على، وخصص الفصل السادس من الكتاب لبيان حالة الأمن الغذائي العربي وبيان دوافعه والجهود المبذولة لتحقيقه في ظل تزايد حجم الفجوة الغذائية العربية وتصاعد فاتورة المستوردات من السلع الزراعية والغذائية. وأستعرض الفصل السابع البحث والتطوير في الوطن العربي والتحديات التي يواجه.
واختتم الكتاب بالفصل الثامن الذي ركز على الدور التنموي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في البلدان العربية.
ويأمل المؤلف أن يقدم هذا الكتاب صورة عن القضايا الهامة التي تواجه العالم العربي في ظل التطورات الراهنة، ويقدم بعض المقترحات والتوصيات الكفيلة بالارتقاء بعملية التنمية في العالم العربي بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والمؤسسية.
المؤلف