الصحة والسلامة المهنية

المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم..
منذ القدم يعتبر العمل جزء مهم في حياة الانسان الى العصر الحديث وحتى مع ظهور التطور التكنولوجي ظل الانسان يعمل وكل شخص لديه مهنة يمتهنها ومخصص وقت من حياته اليومية للقيام بأعماله, وبذلك اصبحت المهنة جزءٌ مهم في حياة الانسان, ولا تخلوا أي مهنة من مخاطر ابتداء من مهنة الطبخ في المطبخ ومروراً بالطريق ووصولاً الى محل العمل والبيئة التي يعمل فيها, لذلك لابد للفرد من معرفة المخاطر في البيئية التي يعمل فيها, ومعرفة معدات الوقاية الشخصية المخصصة لكل عمل يقوم به, لكي يتجنب من التعرض للحوادث واصابات العمل والامراض المهنية.
حيث ان تعرض الفرد للحوادث واصابات العمل والامراض المهنية تسبب خسائر كبيرة للإنسان والمنشأة بصورة عامة, اذ ان الفرد اذا تعرض للحوادث او للإصابة او للأمراض المهنية قد يؤدي الى انقطاعه عن العمل بصورة جزئية أو بصورة كلية وذلك حسب درجة الخطر والاصابة التي يتعرض له مما يؤدي الى انخفاض من الروح المعنوية وكفاءة الفرد العامل وبذلك يؤدي الى انخفاض في الانتاجية وبالتالي يؤدي الى حدوث الخسائر.
حيث تعتبر الموارد البشرية خصوصاً اصحاب الخبرة راس المال الفكري للمنشأة ومن الصعوبة تعويضهم وان الخبرة والمهارة التي يمتلكها الفرد العامل يحتاج الى عدة سنوات لكي يكتسبها ومن الصعب تعويضه بأفراد اخرين بنفس الكفاءة والخبرة والمهارة, اضافة ان تعرضهم للحوادث والمخاطر يؤثر على وضعهم النفسي والاجتماعي.
وكذلك ان تعرض الاجهزة والآلات والمعدات للتلف يؤدي الى توقف الانتاج والى هدر اموال كبيرة لإعادة صيانتها.
لذلك ان تطبيق برامج ومعايير الصحة والسلامة المهنية في المنشآت بتوفير بيئات عمل آمنة خالية من مسببات الحوادث أو الإصابات أو الأمراض المهنية لها اهمية كبيرة اذا تقلل من تعرض المنشأة والافراد العاملين الى مخاطر المهنية وتحافظ على صحة وسلامة الموارد البشرية وتبث روح الطمأنينة فيهم, وكذلك تحافظ على الآلات والمعدات من التلف والضياع والخسارة.
حيث وردت في الأحاديث الشريفة العديد من الأحاديث الصحيحة التي تخص على السلامة من الأخطار المختلفة التي تتعلق بهذا الموضوع لكي نتعلم جميعا من منها اتخاذ احتياطات السلامة المناسبة ليس في محيط العمل فقط ولكن في حياتنا ككل.
• عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون» . متفق عليه.
• عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فلما حدث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بشأنهم، قال: «إن هذه النار عدو لكم، فإذا نمتم، فأطفئوها» متفق عليه.
• عن جابر – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، وأغلقوا الأبواب. وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحل سقاء، ولا يفتح بابا، ولا يكشف إناء. فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا، ويذكر اسم الله، فليفعل، فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم» . رواه مسلم.
وفي هذا الكتاب نتناول في الفصل الاول مفهوم الصحة والسلامة المهنية, اهدافها, خصائصها, ومظاهر السلامة والصحة المهنية, وتأثير الصحة على كفاءة وأداء العاملين. وفي الفصل الثاني نتعرف على مفهوم البيئة ومكوناتها, وبيئة العمل واهداف توفير بيئة العمل المناسبة , وتقييم خدمات الصحة البيئية, والصحة البيئية في المنزل وطرق المحافظة على الصحة والتخلص من مخاطر الملوثات
اما في الفصل الثالث يتم شرح المخاطر المهنية وطرق الوقاية منها: المخاطر الفزيائية في العمل, والمخاطر الكيميائية في العمل, والمخاطر البيولوجية في العمل, والمخاطر النفسية والاجتماعية للعمل, والمخاطر الميكانيكية, والمخاطر الكهربائية, وكذلك توضيح تلاؤم العامل العمل(الارغونومية). وكذلك في الفصل الرابع نوضح
حوادث العمل والامراض المهنية ومفهوم الحادث, ومفهوم اصابات العمل, انواع الحوادث, اسباب حصول الحوادث. فحص وتسجيل الحوادث, أسس احتساب كلفة حوادث واصابات , والامراض المهنية. وفي الفصل الخامس نتعرف على معدات الوقاية الشخصية ومنها الملابس الواقية ومعدات حماية الراس وحماية الوجه والعينين والسمع, معدات حماية اليدين معدات حماية القدمين ونوضح الاحزمة الواقية من السقوط, والعناية بمعدات الوقاية الشخصية. اما في الفصل السادس نشرح الحرائق وطرق مكافحتها ومفهوم الاحتراق, وميكانيكية الاحتراق, وعناصر عملية الاحتراق, واسبابها وتصنيف الحرائق, وطرق مكافحتها, ونتعرف على كاشفات الحريق وانظمة الانذار. وفي الفصل السابع نوضح الإسعافات الأولية ومفهوم الاسعافات الاولية, واهدافها, والمسعف وواجباته, ونشرح الكسور, والحروق, والجروح, ونوضح ادوات الاسعافات الاولية, ونتعرف على كيفية توفير الامان في المنزل.
وختاماً …. الحمد لله الذي اعانني ووفقني في هذا الكتاب, والتمس العذر من القارئ الكريم عن كل خطأ أو سهو, او قصور وقع في طيات هذا الكتاب. واسأل الله سبحانه وتعالى ان يبارك فيكم وان يرزقكم الصحة والسلامة والعافية ويوفقكم.
والله ولي التوفيق
المؤلف
طه شعبان الزيباري