المقدمة
صناعة السياحة واحدة من الأنشطة الاقتصادية المهمة التي لا تزال تلعب دوراً مهماً وجدلاً متواصلاً حول اهميتها الاقتصادية والاجتماعية والاعلامية ومدى تمكنها من ان تكون أحد اركان الاقتصاد العراقي ان لم تكن تشكل مرتبة متقدمة من الاقتصاد الوطني إذا ما أحسن استخدامها او توظيفها.
ان نظرة فاحصة الى النشاط السياحي العالمي يمكن ان نستنتج منه اهمية هذا القطاع، حيث ان اجمالي دورة رأس المال العالمي لهذا القطاع يبلغ (585) مليار دولار، وان اجمالي الوظائف التي يوفرها النشاط السياحي هي (280) مليون وظيفة اي ما يعادل 11% من عدد القوى العاملة في العالم، فالسياحة تعد الصناعة الأولى من حيث تشغيل اليد العاملة، وقد بلغ عدد السياح (600) مليون سائح عام 2000 وسيصل هذا الرقم إلى (1500) مليون سائح عام 2020( ).
واعتباراً من اوائل السبعينيات لم تعد السياحة ترفاً، بل تنامت ونشطت واصبحت الآن صناعة العصر والمستقبل، وهكذا غدت السياحة الصناعة الأولى في العالم، وشملت البلاد الصناعية الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان، حيث أصبح عدد العاملين في القطاع السياحي يساوي عدد العاملين في الصناعات الخمس التي تليها وهي الالكترونيات، والكهرباء، والحديد والصلب، والنسيج وصناعة السيارات. ووفقا للتوقعات فسيبلغ حجم الانفاق السياحي العالمي للأعوام (2010 و2020) كالآتي (1550) مليار دولار و(2000) مليار دولار على التوالي. اما عدد السياح الدوليين والمتوقع لنفس الأعوام فهو (1018) مليون سائح و(1500) مليون سائح على التوالي. أضف إلى ذلك ان السياحة هي صناعة نظيفة تختلف عن باقي الصناعات. واصبحت توجهاتها نحو حماية البيئة والاهتمام والمحافظة على البيئة الطبيعية والبيئة التراثية والتاريخية واعتمدت مبادئ السياحة المستدامة (Sustainable Tourism) حتى أطلق على السياحة صناعة بلا دخان.
تعد السياحة الوافدة أحد اهم اركان النشاط السياحي الداعم للاقتصاد على المستوى العالمي والاقليمي والمحلي، حيث ان السياحة الوافدة (Inbound Tourism) هي الأساس في تنشيط القطاع السياحي والخدمات السياحية وتطوير جودة المنتوج لأي بلد سياحي في العالم. فالسياحة هي السفر والتنقل بالأساس وكل ما عدا ذلك فهي خدمات تكميلية للسائح تدعم حركة السياحة والسفر، فالفنادق ووسائل النقل ومختلف الخدمات الأخرى ما هي إلا وسائل لدعم حركة السائح ودعم السياحة الوافدة.
ان الفترة من عام 1990-2000 وما سبقها شهدت متغيرات كثيرة تأثر بها النشاط السياحي بين المد والجزر، فالمتغيرات الدولية والاقليمية والظروف الاستثنائية التي مر بها العراق افقدت سوق الشرق الأوسط عامة والعراق خاصة سوقها السياحي وبرزت اولويات اخرى تقدمت بها على التنمية السياحية التي تراجعت كثيراً، أضف إلى ذلك فالمتغيرات التشريعية التي شملت (المؤسسة العامة للسياحة) سابقاً و(هيئة السياحة) حالياً ادت إلى فقدان التخطيط السياحي المتوازن للعراق مما افقده موقعه على الخارطة السياحية كبلد سياحي من طراز فريد. وفي ظل المتغيرات السياسية الحالية فإن التوجه نحو السياحة الوافدة المتوقعة يجب ان يدعمه تنمية سياحية وتطوير للخدمات وضرورة تحويل الصورة الذهنية والاعلامية للعراق التي انتشرت في جميع انحاء العالم إلى مكسب اعلامي لجذب السياحة الوافدة المتوقعة والتي ستبدأ بسياحة رجال الأعمال بلا شك لما ينتظر العراق من اعادة اعمار واستغلال هذا الكم الاعلامي لتحسين صورة العراق السياحية.
ان صناعة السياحة نشاط على درجة عالية من الحساسية تتأثر بالمتغيرات السياسية والأمنية والاجتماعية بشكل مباشر مما يؤثر على النشاط السياحي عرضاً وطلباً، والسياحة صناعة تزدهر بالاستقرار والأمن وحسن الضيافة وطبيعة الشعوب المضيفة ونوعية الخدمات الجيدة والتشريعات الملائمة وتتراجع في ظل غياب الأمن والاستقرار ورداءة الخدمات وانعدام روح الضيافة.
-14%


السياحة الوافدة – مبادئ واتجاهات
$17.50 السعر الأصلي هو: $17.50.$15.00السعر الحالي هو: $15.00.
عدد الصفحات: 246
سنة الطبع: 2018
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 1
لون الطباعة: ابيض
القياس (سم): 17×24
الوزن (كغم): 0.489
الباركود: 9789957186692
الوزن | 489 جرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
التصنيف: السياحة الفندقة
الوصف
منتجات ذات صلة
إدارة الفنادق HOTELS MANAGEMNT
$12.00
إدارة المباني عالية الأداء ومنافعها
$15.00
اقتصاديات السياحة البيئية والمحميات الطبيعية
$17.50
التسويق السياحي الرقمي
$20.00
التنوع الثقافي والسياحة الدولية
مفاهيم سياحية
$12.50