لمقدمة
أدت النقود العربية دوراً إعلامياً، مشابهاً لما تقدمه وسائل الإعلام اليوم من إذاعة وتلفزيون وصحف وغيرها، فقد تداول رسول الله النقود السابقة على الإسلام حيث قَبِل الزكاة والجزية منها وفي عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق تداول الدينار الذهبي والبيزنطي والدرهم الفضي الساساني.
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب استفاد المسلمون من نمط الدنانير والدراهم في إصدار نقود على الطراز الساساني حيث نقشوا عبارات عربية منها (بسم الله) و (بركة) و (محمد ) و( الملك لله ) وغيرها من العبارات.
ويعتقد أن هذا النوع من النقود قد ظهر في عهد الخليفة عثمان بن عفان واستمر تداول النقود في السنوات اللاحقة.
وفي عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان استخدم النقود الفضية الساسانية لأغراض إعلامية حيث نقش نوعان من النقود الفضية :
الأول: النقود العربية على الطراز الساساني وحمل بعض الكلمات والعبارات العربية.
الثاني: وكان على الطراز الساساني وهو الذي أدى الدور الإعلامي حيث نقش بالخط الفهلوي كما سنرى تفصيله في داخل الكتاب.
كذلك قام قطري بن الفجاءة زعيم الخوارج بسك نقود خاصة به للإعلام بأنه أمير المؤمنين.
ثم استمر سك النقود عند الخلفاء في الدولة الأموية والعباسية.
وبهذا تكون النقود قد أدت مهمة أخرى إضافة إلى مهمتها الاقتصادية وهو الدور الإعلامي حيث اتخذت منذ العصر الأموي دوراً معيناً ثم ازدادت خلال العصر العباسي، حيث خلدت إنتصارات عربية على الأعداء، وخلدت المناسبات الاجتماعية وتنصيب ولاة العهد وغيرها من المناسبات.
في هذا الكتاب حاولنا إظهار الدور الإعلامي للنقود مساهمة منا في توضيح الجانب المهم في تاريخنا العربي الإسلامي..
ومن الله التوفيق
الأستاذ الدكتور
ناهض عبد الرزاق القيسي