المقدمة
موضوع الصحة النفسية، والدعم النفسي الإجتماعي؛ موضوع يستحوذ على اهتمام الجهات المعنية بالصحة العامة؛ إذ أن نسبةً كبيرةً من الأفراد بشكل عام والأطفال بشكل خاص؛ يعانون من اضطراباتٍ سلوكية، واضطرابات تتعلق بالصحة النفسية.
الأطفال الذين يتعرضون لمشاكلٍ سلوكية، واضطرابات نفسيةٍ، هم الأكثر حاجة إلى تقديم الدعم والمساندة، فالواجب معرفة الوظائف النفسية والإجتماعية الخاصة بهم، فالوظائف النفسية تتعلق بالأفكار والمشاعر، التوجهات والقيم والمعتقدات الداخلية، أما الوظائف الإجتماعية تتعلق بالعلاقات الخارجية للشخص مع بيئته. ويتفاعل هذان الجانبان -النفسي الداخلي والإجتماعي الخارجي- ويقومان بإبراز بعضهم البعض. والفرد الواحد له حاجاتٍ في كلا الجانبين النفسي والإجتماعي؛ لذلك يجب على الأسرة والمؤسسات التربوية، ومؤسسات المجتمع المحلي الحكومية والخاصة تقدم الدعم النفسي والأجتماعي للأبناء لحمايتهم من الإضطرابات والمشكلات السلوكية وتعزيز قدرتهم على التكيف وتخفيف المعاناة النفسية والجسمية، وتخفيف التوتر، وتحسين السمات الحيوية عندهم، وتوفير الإحتياجات النفسية والإجتماعية لديهم.
وهناك أساليبٍ متعددة لتقديم الدعم النفسي والإجتماعي للأطفال؛ منها الأنشطة الترفيهية المتعلقة بالتربية الفنية، التربية الموسيقية، الألعاب الشبه رياضية، الدراما، السيكودراما والإسترخاء.
نسعى من خلال هذا الكتاب، إلى التطوير العلمي والنظري؛ حول الظروف التربوية المناسبة للتنشئة الإجتماعية الناجحة. كما أن الأساس النظري والمنهجي للبحث؛ هو في إيضاح مفهوم التنمية الإجتماعية، وحتمية النشاط الفردي، وإيضاح النظريات التربوية والنفسية التي حاولت تفسير الطبيعة البشرية والتنشئة الاجتماعية وتشخيصها، حيث شهدت العقود الماضية تغييراتٍ كبيرةٍ في المجتمع وفي جميع مجالات الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية. ومناقشة أحد هذه التحولات هو ظهور انعكاس نقدي للتغييرات في الحياة الاجتماعية والروحية، وتحديد اتجاهات التنمية، واختيار هيكل ومحتوى التربية الاجتماعية والتنشئة الإجتماعية للجيل.
ويهدف هذا البرنامج؛ إلى خلق الظروف المثلى؛ لتطوير الكفاءة الاجتماعية، ولتكوين شخصاً مؤهلاً اجتماعيًا، يعرف كيفية تطبيق ماتعلمه في مواقف الحياة الواقعية، ولديه القدرة على تطوير الكفاءة الإجتماعية البناءة ممكن في المجتمع المنظم بشكل خاص والبيئة التعليمية.
لذلك جاءت فكرة تأليف كتاب متخصصٍ في الدعم النفسي والإجتماعي، من خلال منهجيةٍ واضحةٍ وتربوية؛ تتضمن عدد من الأنشطة الترفيهية. حيث جاء الكتاب في قسمين:
الفصل الأول تناول: الصحة النفسية، مقدمة، تعريفها، أهدافها، أهميتها، معاييرها، ومناهجها، وأعراض تدهور الصحة النفسية.
الفصل الثاني: تناول الضغوط النفسية.
الفصل الثالث: تناول الضغط النفسي المدرسي والعنف المدرسي.
الفصل الرابع : تناول الدعم النفسي الإجتماعي.
الفصل الخامس: تناول التربية الفنية، الأنشطة الفنية.
الفصل السادس : تناول التربية الموسيقية، الأنشطة الموسيقية.
الفصل السابع: تناول الدراما و السيكودراما.
الفصل الثامن : تناول الألعاب، الألعاب شبه الرياضية.
الفصل التاسع: تناول الإسترخاء.
القسم الثاني تناول الدليل التدريبي الأنشطة المنهجية للدعم النفسي الإجتماعي.
حيث تكون من:
المقدمة، ملاحظات توجيهية للمعلمين والمرشدين وأفراد المجتمع.
الأنشطة التدريبية المنهجية، تكونت من (50) نشاط موزعة ضمن محاور ثلاثه:
المحور الأول (النفسي): تكون من نشاط رقم(1) إلى نشاط رقم (21).
المحور الثاني (اقرأني): تكون من نشاط (22) إلى نشاط رقم (43).
المحور الثالث (مجتمعي): تكون من نشاط (44) إلى نشاط رقم (50).
* الفئة التي يمكن أن تستفيد من هذا الكتاب:
طلبة الجامعات بمختلف التخصصات، معلمو التربية الفنية، التربية الموسيقية، الرياضية، الدراما، المرشدين التربويين، الباحثين التربوين .
المؤلفان
-الدكتور: رياض صالح القاعود
-الدكتورة: سماهر محمد الغرايبه