المقدمة
يستند التخطيط الإستراتيجي باعتباره عملاً من أعمال المستقبل في جانب مهم منه على أنشطة التنبؤ باختلافها ، وحيث أن التخطيط الإستراتيجي يحظى بإهتمام جميع الجهات في الوقت الحاضر وذلك بعد أن أثبت مكانته على كل المستويات : دولة ومؤسسات وشركات ومنظمات ، وبعد أن تبين للجميع أن التخطيط الإستراتيجي هو أفضل من اللاتخطيط .
وحيث أن بناء خطة إستراتيجية سليمة تستند على قاعدة من الدراسات والبحوث والإحصاءات التي من شانها الكشف عن أبعاد الحاضر وتجارب الماضي من أجل بناء وتكوين صورة المستقبل وهذا يدعو لحاجة ماسة لتوظيف تقنيات التنبؤ المختلفة في إعداد الخطط الإستراتيجية ، في إطار العناصر المهمة للخطة ومن ذلك رسم صورة الرؤية والرسالة وتحليل الواقع (SWOT) وإرساء أهداف المنظمة المستقبلية وذلك من خلال إستخدام طرق وأساليب التنبؤ التي يعنى بها علم الإحصاء حيث باستطاعة هذه الطرق والأساليب مساعدة المخطط في تلمس ملامح ومعالم الأهداف التي يمكن أن تصل إليها المنظمة مستنيرة بمعطيات الواقع الحالي على أساس ما يقدمه التنبؤ لمجمل الظواهر التي تعيشها المنظمة ومن ثم السير مع إتجاهات هذه التنبؤات لسبر خبايا المستقبل والتعرف عما ستكون عليه المنظمة في الفترة القادمة.
وحيث إن للمنظمة طموحات مستقبيلية أفهي تسعى جاهدة من أجل تغيير الواقع وبلوغ حالة افضل منه اي تحقيق أكثر مما عليه الواقع الحالي للمنظمة وان التنبؤ يساعد المنظمة على موائمة الأهداف التي يقودها إليها الواقع والأهداف التي تريد أن تصلها لكي تضع يدها على أهداف قابلة للتحقيق ، تنسجم مع رؤيا ورسالة المنظمة القادمة .
والكتاب الذي بين أيديكم يحاول إلقاء الضوء على العلاقة التفاعلية بين التبوء والتخطيط الإستراتيجي ومدى الإهتمام التي ينبغي أن تعطى لهذا الحقل من المعرفة .
وقد استعرض الكتاب ستة عشر فصلاً كان أولها مدخلا الى التنبؤ والفصل الثاني تناول التنبؤ والمستقبل وفي تحدثنا عن قواعد الدراسات المستقبلية وفوائد هذه الدراسات الدراسات المستقبلية والأحداث القادمة والتنبؤ وبعض إتجاهات النظرة السلبية للمستقبل والمستقبل والتفكير الإستراتيجي وأهمية التنبؤ بالمستقبل .
أما الفصل الثالث فقد درسنا المحاكاة وفي ذلك شرحنا معنى المحاكاة وابعدها وأساليبها وخطواتها وفوائدها في بناء الإستراتيجيات ، وفي الفصل الرابع تناولنا بالبحث عن السيناريو وفيه نظرنا في تعريفه وأهمينه للتخطيط الإستراتيجي وأنواع السيناريوهات وعناصرها ومراحلها وخصائص السيناريوهات الجيدة ومحاذير استخدام أسلوب السيناريو
وفي الفصل الخامس تطرقنا الى المجموعة البؤرية وبنا معناها وإسلوب تكوينها ودواعيها وفوائدها غي عملية التنبؤ وفي الفصل السادس تحدثنا عن إسلوب دلفي والحاجة اليه في التخطيط والتنبؤ وفي الفصل السابع استعرضنا دور بحوث السوق في إرساء بعض المتطلبات التخطيطية ومنها التنبؤ بالسوق بنختلف أنواعه وغير ذلك من المسائل التي تشكل مستلزمات أساسية لبناء الخطة.
وفي الفصل الثامن تطرقنا الى رأي الخبراء وأهميته كوسيلة تنبؤية لوضع الخطة الإستراتيجية ومن ثم انتقانا الى الفصل التاسع وفيه بحثنا موضوع تنبؤ العباقرة كاحدى وسائل التنبؤ ومنه انتقلنا الى الفصل العاشر الذي درسنا فيه شجرة القرارات وأنواعها وسبل وضعها وفوائدها في التنبؤ والتخطيط .
اما الفصل الحادي عشر فتعرضنا الى عوامل النجاح الرئيسية وأهميتها في البناء الإستراتيجي والتنبؤ بأعمال المنظمة المستقبلية وفي الفصل الثاني عشر تناولنا
الأساليب الكمية بالتنبؤ ومن ثم في الفصل الثالث عشر الإنحدار الخطي واللوجستي .
وتطرقنا في الفصل الرابع عشر الى التنبؤ ونظرية الفوضى وعملية التنبؤ في ظل هذه النظرية ، وبحثنا في الفصلين الاخيرين علاقة التنبؤ بالتخطيط الإستراتيجي وشرحنا كيفية بناء الخطة الإستراتيجية خطو خطوة بإستخدام حميع الإمكانيات ومنها توظيف عمليات التنبؤ في عملية البناء الإستراتيجي تلك .
واملنا كبير في ان هذا الكتاب قد أتاح للقراء والباحثين من أبناء أمتنا العربية العزيزة ما هو نافع ومفيد ومن الله نستمد العون والتوفيق فله الفضل كله الذي يسر لنا خدمة هذه الأمة المباركة بالحرف والكلمة انه سميع مجيب.
المؤلف