مقدمة
ان التكنولوجيا لم تترك مجالاً في حياتنا بدون ان تحدث فيه تغييراً واسعاً ومؤثراً خلال فترة وجيزة، إذا ما قارنا ذلك بما جرى منذ ان خلق الانسان على وجه الأرض، حيث حدثت قفزات في أساليب الحياة، كالصحة والنقل والزراعة والاتصال وغيرها، وان ما يراه ويسمعة ويمارسه الجيل الحالي الآن، يختلف عن الجيل السابق والجيل الذي سبقه، وهذا ما قادنا لأن نبحث العلاقة بين التكنولوجيا الحالية والقادمة مع مستقبل البشرية خلال العقود القريبة القادمة.
ان الابتكارات والاختراعات التي حدثت خلال فترة وجيزة خلال الخمسين سنة الماضية أضافت الى البشرية ما لم تضفه حضارة الانسان خلال وجوده على الأرض منذ ان بدء الخليقة وحتى قرن من الزمان، وكانت أكثر تلك الاختراعات والابتكارات هي محض افكار خيالية، عندما تحدث بها أصحابها في حينه، وقد واجهها الناس في حينه بالاستهزاء والاستهجان وحتى من بعض الكتاب والباحثين ممن عاصروهم.
فحين اخترع الأخوان رايت أول طائرة حقيقية عام 1903تجاهلت الصحف ووسائل الإعلام انجازهما لعدة أشهر بل وصفت المجلة العلمية العريقة ساينتفك أميركان التجربة بأنها (خدعة) وقالت: “إن تحليق جسم أثقل من الهواء مستحيل عمليا”، ونفس المعارضة واجهها جون بيرد حين اخترع التلفزيون، وتشالز بارسونز حين اخترع التوربين، وجون فرانكلين حين اخترع مانعة الصواعق، وعبقري الذرة انريكو فيرمي – الذي بصق على تراب ايطاليا قبل ركوبه السفينة مهاجراً إلى أمريكا. ورفضت أكاديمية العلوم الانجليزية مبدأ توليد الكهرباء الذي اكتشفه مايكل فارادي، وحين ادعى أن الكهرباء تتولد بإدارة سلك معدني داخل فجوة مغناطيسية -وهي الطريقة التي يعمل بها المولد الكهربائي- ضحك بعض الأعضاء واتهموه بالسذاجة وقلة المعرفة.