المقدمة
قال تعالى:” وجادلهم بالتي هي أحسن” وقال في محكم كتابه العزيز ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” وقال سبحانه” اذهبا الى فرعون انه طغى وقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى”وقال جل جلاله ” ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور, واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير” إن القول الحسن واللجوء الى الحوار البناء من مقومات السلوك الإنساني الراقي ومن قيم مجتمعنا الساميةالمستمدة من ديننا القويم .إن الإنسان مخلوق اجتماعي لا يمكن أن يعيش بمعزل عن الناس , فهو يعمل ويتفاعل ويتواصل مع الآخرين من أجل العيش الكريم.ويفترض أن يتحلى بسلوكيات تنم عن التهذيب والأدب واحترام الغير الذين يحتك بهم في ميادين الحياة المختلفة لكي يلاقي القبول والإحترام والإعتراف بإنسانيته ويحتفظ بمكانته الإجتماعية اللائقة به كإنسان فضله الله على سائر المخلوقات ومنحه العقل الراجح والحكمة.وحيث أن السلوك السوي الراقي يعد من مؤشرات الإتزان العاطفي والتعامل العصري الحضاري وينتج العمل المثمر والعلاقات الطيبة ,فإنه مازالت هناك بعض السلوكيات التي نصادفها والتي تتميز بالسلبية وفقدان السيطرة على الإنفعالات الذاتية مما تتسبب في إرباك العمل وإفساد العلاقات بين الأفراد التي يفترض أن تتسم بالحميمية والمحبة والدفء وسلامة النية.كما تتسبب في إضعاف الإنتاجية وهدر الوقت في سفاسف الأمور.لذلك جاء هذا العمل المتواضع الذي هو خليط متجانس من علم الإجتماع وعلم النفس وعلم الإدارة والتربية ليعرض بعض السلوكيات الصعبة التي يمارسها البعض ,ويعرض الإستراتيجيات المناسبة للتعامل معها وللحد منها مما يساهم في خلق مجتمعات عمل معاصرة واعية متفاهمة يترفع أفرادها عن التصرف بطرق غير مريحة بل ومنفرة ويسعون الى حل المواقف الصعبة بروية وحكمة عن طريق الحوار والتفاهم واحترام الرأي الآخر. وهذا بالطبع يعود بالنفع على المجتمع والأفراد وميادين العمل والإنتاجية.
نرجو أن يخدم عملنا المتواضع هذا القاريء الكريم الذي ينشد الراحة والسعادة في علاقاته مع الآخرين .”ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا”
المؤلفان