التسويق المعاصر المبادئ .. النظرية .. التطبيق

المقدمة
تطور علم التسويق في الدول المتقدمة تطوراً كبيراً سواء من الناحية العلمية أم العملية، وساهم في دفع عجلة التقدم الاقتصادي فيها إلى الأمام. ولكن التسويق في الدول النامية على النقيض من ذلك لا زال يحبو سواء على المستوى العلمي أو العملي، فأما من حيث الجانب العلمي، فقد كانت معظم مؤلفات التسويق العربية تقليدية، بمعنى أنها جاءت سرداً لأنشطة ووظائف التسويق دون أن تولي اهتماماً لنظريات التسويق الحديثة مثل مفهوم التسويق الحديث، ونظرية النظم في التسويق، وإن ذكرتها مرت بها لماماً دون محاولة وضعها موضع التطبيق أو التحليل.
أما من حيث الجانب العملي، فلوحظ أنها تكاد تخلو من الجانب التطبيقي تماماً، في الوقت الذي تؤكد فيه نظريات تعليم إدارة الأعمال الحديثة على أهمية الجانب التطبيقي في العملية التعليمية.
من هنا جاءت تسمية هذا الكتاب “مبادئ التسويق الحديث: بين النظرية والتطبيق”، ليشكل إضافة جديدة إلى مكتبة التسويق العربية. وقد ميز هذا الكتاب عن كتب التسويق السابقة أنه يعتمد النظريات الحديثة في التسويق مثل مفهوم التسويق الحديث، مفهوم النظم، مفهوم تقسيم السوق إلى قطاعات…الخ. كما يهتم بالجانب التطبيقي، ويوليه اهتماماً خاصاً، وقد جاءت الحالات العملية فيه من واقع خبرة المؤلف في عدد من المؤسسات والشركات العربية الكبرى وهي حالات متميزة، فهي لا تعرض مشاكل يطلب حلها فقط، ولكنها تعرض أيضاً الممارسات التطبيقية الفعلية لجوانب التسويق المختلفة، وبذلك يمكن أن يستفيد منها الدارس والممارس على السواء.
• أنه يستخدم نظرية النظم منهجاً في عرض محتويات الكتاب، وبذلك يتم وضع هذه النظرية موضع التطبيق الفعلي ولأول مرة في تبويب وفهرسة ومعالجة محتويات الكتاب، فلا يكتفي المؤلف بمجرد السرد النظري لمفهوم نظرية النظم.
• كذلك جاء منهج ومحتويات الكتاب وفقاً لمفهوم التسويق الحديث ليلبي حاجة مستخدميه (المستهلكون) سواء كانوا طلاباً أم عاملين في حقل التسويق.
وبذلك يتوقع أن يستفيد من هذا الكتاب الفئات التالية:
• طلاب التسويق في الجامعات العربية وفي الكليات المتوسطة ومعاهد التدريب، وفي أقسام الدراسات العليا، حيث يجمع الكتاب بين منهجي مبادئ التسويق وإدارة التسويق.
• المدراء الممارسون لأنشطة التسويق المختلفة في الشركات والمؤسسات العامة ومؤسسات الخدمة والمدراء العامون سواء كانت شركاتهم تهدف إلى الربح أو لا تهدف إليه.
• الموظفون والتجار الممارسون لأنشطة التسويق المختلفة في مختلف القطاعات.
• القارئ العادي الذي يرغب في أن بكون مثقفاً لما يدور حوله، فكلنا نمارس التسويق بطريقة أو بأخرى.
هذا وقد روعي في تأليفه أيضاً أن يكون وفقاً للمناهج الأكاديمية المتعارف عليها، من وضع أهداف لكل فصل، وملخص له في النهاية، وتثبيت للمراجع، وأسئلة لكل تطبيق، وأسئلة عامة عن محتويات الكتاب. الخ، علماً بأن معظم فصول الكتاب قد نشر في مجلات علمية محكمة.
آملين أن نكون قد وفقنا إلى إضافة متواضعة إلى مكتبة التسويق العربية.
ومن الجدير بالملاحظة، أنه وعلى الرغم من الجهد الكبير الذي بذلته في إعداد هذا الكتاب لمدة تزيد عن سبع سنوات، وكثرة قراءته ومراجعته إلا أنه يظل عملاً فردياً وعرضة لأخطاء مطبعية أو لغوية، وذلك أن الكمال لله وحده، لذلك فإنه يسعدني بأن لا يبخل علينا القارئ العزيز بأية ملاحظات أو تصحيحات أو مقترحات بقصد تحسين محتوياته وتلافي أخطائه في الطبعات القادمة.
ختاماً، لا يفوتني أن أشكر أية مساهمة مهما صغرت من زميل أو طالب أو قارئ أو سكرتيرة لإنجاح هذا العمل سائلين الله عز وجل أن يتقبل منا جميعا، وأن يكون عملاً صالحاً والله الموفق.
المؤلف
د. عبد العزيز أبو نبعة