المقدمة
الواقع الذي نعيشه في القرن الواحد وعشرون الذي نحن به الآن والذي يسمى بقرن التحديات والتكنولوجيا المتطورة، وما يشهده هذا العصر من تطورات كبيرة ومتنوعة (ثورة المعلوماتية والتكنولوجية والعولمة والاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة..). وانعكاس هذه التطورات على مجمل الأنشطة التي تمارس داخل المجتمعات المختلفة، فإذا كان هذا التطور العلمي شمل كافة المجالات والتي منها الفكر التسويقي وفلسفته، فإن هذا الفكر التسويقي لا زال له مساهمات واضحة في دفع عملية التقدم الاقتصادي إلى الأمام وأصبح له فكر مميز من خلال التطور الجذري والهائل الذي حدث في الكثير من مفاهيم هذا العلم والتي أصبحت أكثر شمولية من الفكر والتطبيق فشمل كافة المنظمات على اختلاف أنشطتها الاقصادية.
إن المؤلفات الخاصة بالتسويق وعلى الرغم من أهميتها فقد تناولت جوانب عديدة كمبادئ، الإدارة، والاستراتيجيات، أو مفاهيم أخرى ولكن هناك جوانب أخرى لم يتم التطرق إليها بإسهاب أو إذا تطرق إليها فإنها محاولات قليلة لا تتعدى عدة مؤلفات.. ومن هذه الجوانب التي تشهد نقضاً واضحاً بأدبياتها ألا وهو (التسويق الدوائي) وخاصة المؤلفات العربية.
إن التسويق الدوائي من المواضيع الصعبة والحيوية لأن يمس منتج مختلفاً سوى بطبيعة باعتباره يمس حياة الناس بدون استثناء أو خصوصية الصناعة الدوائية التي تتسم بالصعوبة والتعقيد والاستثمار العالي والخبرة التقنية والتكنولوجيا مما يجعل هناك صعوبة جداً أمام الشركات تحول دون دخولها لهذه الصناعة والذي انعكس بشكل واضح على عدد الشركات الصناعية للدواء التي تتسم بقلتها وتخصصها العالي في هذا المجال.
إن المنتجات الدوائية تمثل حاجة فعلية لأفراد أي مجتمع ولأي إنسان مهما كان وضعه الاجتماعي والاقتصادي وعمره فإنه لا يمكن الاستغناء عن هذه المنتجات عندما تكون له حاجة لها من أجل البقاء والاستمرار في الحياة.
على ضوء ذلك فإن التسويق الدوائي يأخذ خصوصية معينة، وهذه الخصوصية مستمدة من خصوصية وطبيعة المنتجات الدوائي وبالتالي فإن الكثير من الأنشطة التسويقية تعدل وتكييف وفقاً لذلك.
يعالج هذا الكتاب المتواضع أهم المفاهيم الأساسية للتسويق الدوائي من خلال عرض وتحليل كل ما يضطلع به التسويق الدوائي من مهام وأنشطة والتي تشكل الأساس التي يمكن أن يستند إليه مسوقي المنتجات الدوائية لتسويق هذه المنتجات بشكل صحيح وكفوء وفعال.
يقع هذا الكتاب في ثلاثة عشر فصلاً حيث يتضمن الفصل الأول مدخل في التسويق الدوائي أما الفصل الثاني فإنه يركز على البيئة التسويقية والدوائية في حين يشمل الفصل الثالث التخطيط الاستراتيجي للأنشطة التسويقية الدوائية، أما الفصل الرابع فإنه يركز على تحليل المنافسة في الصناعة الدوائية في حين يركز الفصل الخامس على استراتيجيات التسويق الدوائي، أما الفصل السادس فإنه يشمل الأسواق الدوائية المستهدفة وتجزئتها وفي حين يركز الفصل السابع على التنبؤ وتقدير حجم المبيعات في الأسواق الدوائية أما الفصل الثامن فإنه يتضمن المنتجات الدوائية والمكانة الذهنية لها. بينما يركز الفصل التاسع على استراتيجيات التسعير للمنتجات الدوائية في حين كان الفصل العاشر يتضمن استراتيجية التوزيع الدوائي، في حين تضمن الفصل الحادي عشر استراتيجيات الترويج الدوائي أما الفصل الثاني عشر فإنه يركز على الاستراتيجيات التنافسية في الأسواق الدوائية، وأخيراً فإن الفصل الثالث عشر فإنه يتضمن المبادئ العامة لاستراتيجيات التسويقية للمنتجات الدوائية وللتعامل مع أنماط العملاء.
نتمنى عند وضع هذا الجهد المتواضع بين أيدي الطلب والباقين أن نكون قد وفقنا في ذلك في نفس الوقت فإننا نرحب بأي ملاحظات أو مقترحات تهدف إلى تعزيز محتوى هذا الكتاب.
وأخيراً الحمد لله رب العالمين وله الشكر والحمد
المؤلفان
